أصدر تلسكوب جيمس ويب الفضائي JWST صوره الأولى للمريخ، ما يوفر نظرة أكثر تفصيلاً على الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، فإن التلسكوب العملاق، الذي يقع على بعد مليون ميل تقريبًا من الأرض، يعطي العلماء والجمهور لمحة عن قرص المريخ المرئي، أي جزء من جانب الكوكب المضاء بنور الشمس.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تم التقاط أول صور ويب للمريخ بواسطة كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam)، التي تصور منطقة من نصف الكرة الشرقي للكوكب عند طولين موجيين مختلفين، أو ألوان ضوء الأشعة تحت الحمراء.
ويُعد الكوكب الأحمر أحد أكثر الأجسام سطوعًا في سماء الليل نظرًا لقربه النسبي من الأرض، لكن هذا يمثل تحديات لـ JWST، الذي تم بناؤه للكشف عن الضوء الخافت من المجرات البعيدة في الكون.
تُظهر الصورة الأولى خريطة مرجعية سطحية من وكالة ناسا ومقياس الارتفاع بالليزر المداري للمريخ (MOLA) على اليسار، مع تراكب مجال رؤية أداة Webb NIRCam.
ويهيمن ضوء الشمس المنعكس على الصورة ذات الطول الموجى الأقصر NIRCam، وبالتالي تكشف عن تفاصيل سطح مشابهة لتلك الظاهرة في صور الضوء المرئي.
وتظهر حلقات هويجنز كريتر (خامس أكبر فوهة صدمية على الكوكب سميت على اسم عالم الفلك كريستيان هيجنز)، والصخور البركانية المظلمة من سيرتيس ماجور (بقعة مظلمة معروفة)، والسطوع في حوض هيلاس كلها واضحة في هذه الصورة.
وتشير وكالة الفضاء إلى أن الحوض هو أكبر هيكل تصادم تم الحفاظ عليه جيدًا على سطح المريخ، ويمتد لأكثر من 1200 ميل.
عندما يمر الضوء المنبعث من الكوكب عبر الغلاف الجوي للمريخ، يتم امتصاص بعضه بواسطة جزيئات ثاني أكسيد الكربون (CO2) ، مما يجعل حوض هيلاس يبدو أكثر قتامة من المناطق المحيطة بسبب هذا التأثير.
ويوضح الباحث الرئيسي، جيرونيمو فيلانويفا من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، والذي صمم ملاحظات ويب هذه: "هذا في الواقع ليس تأثيرًا حراريًا في هيلاس".
ويقع حوض هيلاس على ارتفاع منخفض، وبالتالي يتعرض لضغط هواء أعلى، ويؤدي هذا الضغط المرتفع إلى قمع الانبعاث الحراري عند هذا النطاق المحدد لطول الموجة بسبب تأثير يسمى توسيع الضغط.
وأصدر فيلانويفا وفريقه أيضًا أول طيف قريب من الأشعة تحت الحمراء للمريخ من ويب، والذي يُظهر اختلافات دقيقة في السطوع بين مئات الأطوال الموجية المختلفة.
وتقول ناسا: "يُظهر التحليل الأولي للطيف مجموعة غنية من السمات الطيفية التي تحتوي على معلومات حول الغبار والسحب الجليدية ونوع الصخور الموجودة على سطح الكوكب وتكوين الغلاف الجوي".
كما أشارت وكالة الفضاء الأمريكية إلى أن أدوات ويب حساسة للغاية لدرجة أنها تتطلب تقنيات خاصة لتجنب ما يسمى "تشبع الكاشف" بسبب ضوء الأشعة تحت الحمراء الساطع القادم من المريخ.