دخل تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) التاريخ من خلال إطلاق صورته الأولى في 11 يوليو الماضى، حيث إن الصورة تم وصفها بأنها أعمق صورة للكون تم التقاطها على الإطلاق، وإلى جانب النظر إلى أبعد عبر الفضاء أكثر من أي مرصد قبله، فإن تلسكوب جيمس ويب الفضائي لديه خدعة أخرى في مراياه، حيث يمكنه النظر إلى الوراء في الزمن أكثر من أي تلسكوب آخر، ومراقبة النجوم والمجرات البعيدة كما ظهرت قبل 13.5 مليار سنة.
ووفقًا لما ذكره موقع "space"، كيف يكون هذا ممكنا؟ كيف يمكن للآلة أن تنظر "إلى الوراء في الزمن"؟ إنه ليس سحرًا.. إنها مجرد طبيعة الضوء، حيث أوضح علماء ناسا، "يمكن أن تكون التلسكوبات آلات زمنية.. إن النظر إلى الفضاء يشبه النظر إلى الماضي في الزمن".
وأضاف علماء ناسا، "يبدو الأمر ساحرًا، ولكنه في الواقع بسيط للغاية: يحتاج الضوء إلى وقت للسفر عبر مسافات شاسعة من الفضاء للوصول إلينا."
كما أن كل الضوء الذي تراه من وميض النجوم البعيدة إلى التوهج من مصباح مكتبك على بعد أمتار قليلة، يستغرق وقتًا للوصول إلى عينيك، ولحسن الحظ ، يتحرك الضوء بسرعة مذهلة، ما يقرب من 670 مليون ميل في الساعة (1 مليار كيلومتر في الساعة)، لذلك لن تلاحظ أبدًا أنه ينتقل من المصباح المكتبي إلى عينيك.
ومع ذلك، عندما تنظر إلى أشياء تبعد ملايين أو مليارات الأميال، مثل معظم الأجسام الموجودة في سماء الليل، فإنك ترى الضوء الذي قطع مسافة طويلة جدًا للوصول إليك.
خذ الشمس على سبيل المثال، حيث يقع نجم كوكب الأرض على بعد 93 مليون ميل (150 مليون كيلومتر) في المتوسط.
هذا يعني أن الضوء يستغرق حوالي 8 دقائق و 20 ثانية للانتقال من الشمس إلى الأرض، لذلك، عندما تنظر إلى الشمس فإنك تراها كما ظهرت منذ أكثر من 8 دقائق، وليس كما تبدو الآن، بمعنى آخر، أنت تنظر 8 دقائق في الماضي.
تعد سرعة الضوء مهمة جدًا لعلم الفلك لدرجة أن العلماء يفضلون استخدام السنوات الضوئية، بدلاً من الأميال أو الكيلومترات، لقياس المسافات الكبيرة في الفضاء.
كما أن السنة الضوئية هي المسافة التي يمكن أن يقطعها الضوء في سنة واحدة: حوالي 5.88 تريليون ميل، أو 9.46 تريليون كيلومتر، فعلى سبيل المثال النجم الشمالي "بولاريس"، يقع على بعد حوالي 323 سنة ضوئية من الأرض عندما ترى هذا النجم، فإنك ترى ضوءًا عمره أكثر من 300 عام.
لكن للنظر بعيدًا حقًا في الماضي، يحتاج علماء الفلك إلى تلسكوبات مثل JWST، فلا يمكن لـ JWST فقط تكبير المجرات البعيدة لمراقبة الضوء المرئي القادم من ملايين السنين الضوئية، بل يمكنه أيضًا التقاط أطوال موجية من الضوء غير المرئية للعين البشرية، مثل موجات الأشعة تحت الحمراء.