تسببت النيازك التي اصطدمت بالمريخ بعنف العام الماضي في موجات زلزالية امتدت لآلاف الأميال عبر سطح المريخ ونحتت ما تعتبره وكالة ناسا أكبر حفرة تم العثور عليها حتى الآن، حيث يبلغ قطرها حوالي 500 قدم، ولم يكن هذا الاكتشاف ممكنًا إلا من خلال البيانات التي تم جمعها من مركبة الهبوط إنسايت التي قاست الصدمات الزلزالية وقدمت مركبة استكشاف المريخ صورًا مذهلة للحفر الناتجة.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، كانت الصخور الفضائية الواردة يتراوح قطرها بين 16 قدمًا و 40 قدمًا وسجلت التأثيرات حوالي 4 درجات.
أظهرت كاميرات المركبة المدارية حطامًا تم قذفه لمسافة تصل إلى 25 ميلًا من الاصطدام، بالإضافة إلى بقع بيضاء من الجليد حول فوهة البركان، وهي أكثر المياه المتجمدة التي لوحظت عند خطوط العرض المنخفضة.
كما أن الغلاف الجوي للمريخ رقيق على عكس الأرض، حيث يمنع الغلاف الجوي الكثيف معظم الصخور الفضائية من الوصول إلى الأرض، وبدلاً من ذلك يكسرها ويحرقها.
ربطت دراسة منفصلة الشهر الماضي بين سلسلة حديثة من اصطدامات نيزك المريخ الأصغر مع فوهات أصغر أقرب إلى InSight، باستخدام بيانات من نفس مركبة الهبوط والمركبة المدارية.
وتأتي عمليات رصد الاصطدام في الوقت الذي تقترب فيه إنسايت من نهاية مهمتها بسبب قوتها المتضائلة، وألواحها الشمسية مغطاة بالعواصف الترابية.
وهبطت إنسايت على السهول الاستوائية للمريخ في عام 2018 وسجلت منذ ذلك الحين أكثر من 1300 هزة أرضية، حيث قال بروس بانيردت من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، والذي شارك في الدراسات: "سيكون الأمر مفجعًا عندما نفقد الاتصال أخيرًا مع إنسايت". "لكن البيانات التي أرسلتها إلينا ستبقينا مشغولين بالتأكيد لسنوات مقبلة."