اكتشف علماء الفلك بنية هائلة خارج مجرة مختبئة في منطقة مجهولة من الفضاء بعيدة عن مركز درب التبانة، هذه المنطقة الوهمية والمعروفة باسم منطقة التجنب، هي بقعة فارغة على خريطتنا للكون، وتضم ما بين 10٪ و 20٪ من سماء الليل، والسبب في أننا لا نستطيع رؤيتها على الأقل باستخدام تلسكوبات الضوء المرئي القياسية، هو أن مركز مجرة درب التبانة المنتفخ يحجب رؤيتنا لها؛ حيث ان مركز مجرتنا كثيف للغاية بالنجوم والغبار والمواد الأخرى، بحيث يتشتت الضوء من منطقة التجنب أو يمتص قبل الوصول إلى تلسكوبات الأرض.
ومع ذلك، كان للباحثين حظًا أفضل في الكشف عن أسرار المنطقة باستخدام التلسكوبات التي يمكنها اكتشاف الأشعة تحت الحمراء، وهو نوع من الطاقة غير مرئي للعين البشرية، ولكنه قوي بما يكفي للتألق من خلال السحب الكثيفة من الغاز والغبار، وجدت مسوحات الأشعة تحت الحمراء لمنطقة التجنب دليلاً على وجود آلاف المجرات الفردية التي تتألق من خلال الضباب الكوني، على الرغم من أنه لا يُعرف سوى القليل عن الهياكل واسعة النطاق التي تكمن هناك.
وعمل الباحثون علي دمج البيانات من العديد من مسوح الأشعة تحت الحمراء للكشف عن أكبر هيكل تم اكتشافه على الإطلاق في منطقة التجنب، وفقًا لدراسة نُشرت في 28 أكتوبر الماضي على قاعدة بيانات ما قبل الطباعة arXiv.org .
ويقع على بعد حوالي 3 مليارات سنة ضوئية من الأرض، ويبدو أن الهيكل الغامض عبارة عن مجموعة كبيرة من المجرات مرتبطة ببعضها البعض بواسطة مركز جاذبية مشترك، باستخدام الملاحظات من مسح VVV - مسح يدرس الانتفاخ المركزي لمجرة درب التبانة في الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء باستخدام تلسكوب المسح المرئي والأشعة تحت الحمراء لعلم الفلك في تشيلي، ووجد مؤلفو الدراسة دليلاً على ما لا يقل عن 58 مجرة مجمعة معًا في قطعة صغيرة من المنطقة من التجنب.
عناقيد المجرات هي أكبر الأجسام المرتبطة بالجاذبية في الكون، وتحتوي أكبر المجموعات المعروفة على مئات الآلاف من المجرات المتجمعة معًا، حيث أنه من المستحيل معرفة مدى اتساع الكتلة المكتشفة حديثًا أو كتلتها، نظرًا للمسافات الشاسعة والعوائق التي لا تعد ولا تحصى الموجودة بين نجوم العنقود والأرض.
ومع ذلك، فإن مجرد الكشف عن هذا الجسم الضخم يظهر أن منطقة التجنب قد لا تكون غامضة كما كان يعتقد في السابق، ودراسات الأشعة تحت الحمراء المستقبلية، بما في ذلك الملاحظات المحتملة بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي استخدم بالفعل كاميرته التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء لالتقاط أعمق صورة للكون حتى الآن، ويجب أن تساعد العلماء بشكل أكبر في فك الأسرار الخفية وراء مجرة درب التبانة.