بينما تتجه نحو القمر، ترسل كبسولة أوريون الفضائية، التابعة لناسا، لقطات للأرض تستحضر صور الكوكب التي التقطها رواد فضاء أبولو قبل خمسة عقود، وهذه المرة، كان المصور في الأساس روبوتا مدمجا في نظام الكاميرا لمهمة "أرتميس 1" (Artemis 1) غير المأهولة.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، قد بدأت الرحلة إلى مدار القمر بإطلاق ناجح في وقت مبكر من صباح الأربعاء 16 نوفمبر، ومن المنتظر أن تصل المهمة إلى وجهتها النهائية بعد نحو 25 يوما.
وبعد ساعات من الإقلاع، دارت كاميرا مثبتة على إحدى مصفوفات كبسولة أوريون الشمسية الأربع، لالتقاط منظر لوحدة الخدمة المركبة في المقدمة، مع ظهور كوكبنا نصف الظليل على خلفية سوداء للفضاء.
وقالت ساندرا جونز من ناسا، عندما وصلت الصور: "أوريون ينظر إلى الأرض وهو يسافر نحو القمر، على بعد 57000 ميل من المكان الذي نسميه الموطن (الأرض)".
والغرض الرئيسي من كاميرات أوريون الـ 16 هو مراقبة كيفية أداء مكونات الكبسولة من الإطلاق إلى إنزال المركبة العائدة إلى البحر بمساعدة المظلات، من الداخل والخارج".
ويمكن لكاميرات المصفوفة الشمسية الأربع أيضا التقاط صور للأرض، بالإضافة إلى صور القمر أثناء اقتراب أوريون منه.
وأوضح ديفيد ميليندريز، رئيس تكامل الصور في برنامج أوريون في مركز جونسون للفضاء التابع لناسا: "لدى الكثير من الناس انطباع عن شروق الأرض استنادا إلى لقطة أبولو 8 الكلاسيكية. والصور التي سيتم التقاطها خلال المهمة ستكون مختلفة عما شاهدته البشرية خلال بعثات أبولو، ولكن التقاط الأحداث الهامة مثل شروق الأرض، وأبعد مسافة لأوريون عن الأرض، والتحليق فوق القمر سيكون أولوية قصوى".
ولم يكن التقاط صور سيلفي مع الأرض هو الشيء الوحيد الذي فعلته كبسولة أوريون وفريق "أرتميس 1" في أول 24 ساعة من المهمة، حيث تم نشر 10 أقمار صناعية بحجم صندوق الأحذية في المرحلة العليا من نظام الإطلاق الفضائي بعد الدخول في مدار انتقالي قمري (مناورة مدارية تُستخدم لوضع مركبة فضائية في مسار يقودها إلى القمر).
وسيبحث Lunar IceCube، أحد الأقمار الصناعية المكعبة، عن علامات الجليد المائي على القمر. وسوف يلتقط قمر صناعي آخر، يسمى LunIR، صورا لسطح القمر لتحديد خصائص البيئة الحرارية للقمر من السطح.
وسيحاول القمر الصناعي الياباني Omotenashi القيام بهبوط "شبه صعب"، ولكن يمكن النجاة على سطح القمر، إذ تم تصميم NEA Scout، التابع لوكالة ناسا، لإطلاق شراع شمسي والتحليق بعيدا لدراسة كويكب قريب من الأرض.
وخلال الأسابيع المقبلة، سيراقب فريق مهمة "أرتميس 1" أداء أوريون، كاختبار تشغيلي لمهمة مأهولة حول القمر مقررة في عام 2024، وهبوط مأهول على سطح القمر تم تحديده مبدئيا في عام 2025.
ويسار إلى أن ثلاث دمى تجلس في مقاعد أوريون، موصولة بأسلاك بأجهزة استشعار لجمع البيانات حول التعرض للإشعاع والجوانب الأخرى لبيئة الفضاء.
ويأتي الإنجاز الكبير التالي للمهمة في 21 نوفمبر، عندما من المرجح أن تقترب كبسولة أوريون من أقرب نقطة لها إلى القمر، على ارتفاع نحو 60 ميلا.
وستقوم المركبة الفضائية بإطلاق محركها الرئيسي والاستفادة من مجال جاذبية القمر للمناورة في مدار دائري يصل إلى 40 ألف ميل.