ابتكر العلماء في جامعة الجيوديسيا الحكومية بموسكو تكنولوجيا جديدة لوضع خرائط فوتوغرافية للأجرام السماوية ، وقاموا اعتمادا على تلك التكنولوجيا بوضع خارطة تفصيلية لـقمر Hyperion، بصفته أحد أقمار كوكب زحل.
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، يذكر أن من الصعب للغاية تحديد الخواص الفيزيائية وميزات الهيكل ودوران الأجرام السماوية البعيدة بسبب قلة المعلومات عنها. ولا يمكن الحصول على الدقة الكافية في رصد الأجسام الصغيرة إلا من خلال البيانات الواردة من المركبات والمستكشفات الفضائية.
وأوضح الباحثون في الجامعة أنه لا تزال هناك شكوك في ميزات نظام الدوران لدى بعض الأجرام السماوية، مما يجعل من الصعب تحليل حتى المعلومات المتاحة.
للتغلب على هذه العقبات، طوّر علماء جامعة الجيوديسيا تكنولوجيا خاصة بالمعالجة الفوتوغرافية للصور الفضائية بغية تحديد الشكل والمعايير الفيزيائية للأجرام السماوية الصغيرة ذات الدوران المعقد. وبمساعدة هذه التكنولوجيا وضع المتخصصون أول خريطة فوتوغرافية في العالم لـ Hyperion (هايبريون).
وقالت إيرينا ناديجدينا، الباحثة في مختبر دراسة الأجرام الواقعة خارج كوكب الأرض:" قمنا بالتقاط الصور واحدة تلو الأخرى ، ويمكن ربطها بعضها ببعض بشكل تسلسلي. ثم تم إرفاق صور أخرى وتحديد 2054 نقطة مميّزة في نظام إحداثيات واحد كان بمثابة شبكة مرجعية للخارطة ".
ومضت قائلة:" وقد سمح ذلك لنا بتحديد شكل الجسم ، ومواصفات أنصاف محاوره، وإعداد الأساس لرسم الخرائط ودراسة دوران قمر زحل. ثم قام العلماء ببناء نموذج رقمي لتضاريسه، يمكن بموجبه قياس أعماق الحفر، على سبيل المثال".
يذكر أن هايبريون هو أحد أكثر الأقمار غموضا في النظام الشمسي. وكثافة هذا القمر التابع لكوكب زحل أقل من كثافة الماء والعلم لا يعرف إلى حد الآن مما يتكوّن.
وقالت الباحثة أنه بفضل وضع نموذج هيكل هايبريون الذي تم تجميعه في الجامعة، سيستطيع العلماء من خلال النمذجة اختبار فرضيات مختلفة حول بنيته الداخلية.
وأضافت ناديجدينا قائلة: "بالطريقة نفسها، يمكننا جمع المعلومات حول الأحجام والمعايير المختلفة للأجرام السماوية الصغيرة الأخرى مثل أقمار الكواكب والمذنبات والكويكبات، الأمر الذي سيساعدنا على فهم نظامنا الشمسي بشكل أفضل".