يتميز أكبر قمر لزحل "تيتان" برمال مشحونة كهربائيًا وبحيرات تتدفق بالميثان وجو ضبابي، لكن تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) التابع لناسا اكتشف أن تيتان له أيضًا أنماط طقس موسمية.
وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أعلن علماء الفلك، أن التلسكوب رصد بقعًا ساطعة في نصف الكرة الشمالي لتيتان وهي عبارة عن غيوم كبيرة، ما يؤكد تنبؤات نموذج الكمبيوتر، وتظهر الغيوم في أواخر الصيف عندما ترتفع درجة حرارة السطح بفعل الشمس.
ولم تُشاهد الغيوم من قبل بسبب الضباب الكثيف في الغلاف الجوي الذي يحجب الضوء المرئي المنعكس عن السطح، لكن JWST يتميز بضوء الأشعة تحت الحمراء القادر على اختراق الضباب الدخاني المحيط.
كما أن الاكتشاف يعني أن تيتان هو القمر الوحيد في النظام الشمسي ذي الأنماط المناخية الموسمية، وهو أمر ممكن لأنه يحتوي على الغلاف الجوي اللازم.
ووجدت الأبحاث السابقة التي تمت مشاركتها في أبريل، أن تيتان يشبه الأرض بشكل مدهش فيما يتعلق بتكوينات المناظر الطبيعية، مع أرضها وكثبانها الرملية ذات الألوان الداكنة.
يتميز القمر أيضًا بالأنهار والبحيرات والبحار المليئة بالأمطار المتساقطة، على الرغم من أن المطر عبارة عن غاز الميثان السائل، يتساقط من خلال رياح النيتروجين.
يعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن تيتان كان فريدًا مقارنةً بالأقمار الأخرى في النظام الشمسي، وأثبتت الأبحاث الأخيرة أن نظرياتهم يمكن أن تكون صحيحة.
تقع إحدى الغيوم في المنطقة القطبية الشمالية بالقرب من Kraken Mare، وهي أكبر كتلة سائلة معروفة على سطح تيتان.
ونظر الفريق لمعرفة ما إذا كانت الغيوم تتحرك أم تغير شكلها، مما سيوفر معلومات جديدة حول تدفق الهواء في الغلاف الجوي لتيتان، وبعد يومين، أعاد العلماء تحليل الغيوم التي كانت في نفس الوضع لكن بدت وكأنها قد تغير شكلها، ثم تم إرسال هذه البيانات إلى خبراء النمذجة الجوية على أمل تفسير البيانات.
وجمع الفريق أيضًا أطيافًا باستخدام جهاز (NIRSpec)، والذي أتاح لهم الوصول إلى العديد من الأطوال الموجية المحجوبة عن التلسكوبات الأرضية.
وستساعد هذه البيانات، التي لا تزال قيد التحليل، العلماء على استكشاف الغلاف الجوي لسطح تيتان وسطحه بشكل لم يسبق له مثيل.