تتجه مركبة "أوريون"، التابعة لناسا، نحو موطنها بعد مضي نحو 15 يوما من السفر في الفضاء والقيام برحلة غير مسبوقة حول الجانب المظلم من القمر، وفقا لتقرير RT.
وقامت كبسولة أوريون برحلة أخيرة حول القمر يوم الاثنين، في طريق عودتها إلى الأرض في 11 ديسمبر، والتي تضمنت المرور على موقعي أبولو القديمين.
ومن المخطط أن تهبط الكبسولة في المحيط الهادئ يوم الأحد قبالة ساحل سان دييغو.
وقد مرت الكبسولة على بعد 79 ميلا فوق سطح القمر من الجانب البعيد، في أقرب رحلة طيران من مهمة "أرتميس 1"، واستخدمت الجاذبية القمرية كدافع لرحلة 237000 ميل (381414 كم) إلى الأرض.
وأمضت المركبة أسبوعا في مدار حول القمر، وبعد أن عاودت الكبسولة الظهور من خلف القمر وأعادت الاتصال بفريق أرتميس الأرضي في هيوستن، أرسلت صورا للقمر القريب و"هلال" الأرض و"شروق" الأرض.
وفقدت الكبسولة الاتصال بفريق أرتميس الأرضي لمدة 31 دقيقة، فأدى ذلك إلى حرق محركها الثاني لمدة 207 ثوان.
وانتظر فريق أرتميس الأرضي بصبر أثناء انقطاع الاتصال، على أمل تفعيل الحرق في الساعة 11:43 صباحا بالتوقيت الشرقي (4:43 مساء بتوقيت جرينتش) واستمر لمدة ثلاث دقائق و27 ثانية.
وعادت الكبسولة إلى الاتصال بفريقها في الساعة 12:14 مساء بالتوقيت الشرقي (5:14 مساء بتوقيت جرينتش)، مؤكدة أن الحرق كان كما هو متوقع، وأن "أوريون" الآن في مسار العودة إلى الأرض.
وقالت وكالة ناسا خلال بث مباشر، إن كبسولة "أوريون" ستأخذ نفس مسار الرحلة المخطط لها لاحقا لمهمة "أرتميس 2" المأهولة.
ويوم الخميس الماضي، بدأت الكبسولة الخطوات الأولى في رحلتها إلى الأرض من خلال مغادرة المدار القمري.
ووصلت المركبة الفضائية إلى القمر في 21 نوفمبر بعد أن قطعت نحو 230 ألف ميل (370 ألف كم) في خمسة أيام.
وخلال مدار المركبة حول القمر، مرت بمواقع هبوط أبولو 12 و14.
وبحسب المسؤولين، فاقت الرحلة التي دامت ثلاثة أسابيع التوقعات. ومع ذلك، فإن التحدي الكبير المتمثل في إعادة الدخول لا يزال أمام العلماء لأن الكبسولة ستضرب الغلاف الجوي بسرعة تزيد عن 30 ضعف سرعة الصوت.
لقد صنعت "أوريون" التاريخ بعد وقت قصير من إطلاقها في 16 نوفمبر عندما التقطت صورة مذهلة للأرض على شكل "كرة رخامية زرقاء" بعد تسع ساعات من رحلتها الملحمية
وقبل 50 عاما من هذا الشهر، تم إطلاق آخر مهمة مأهولة إلى القمر أبولو 17 من مركز كينيدي للفضاء في 7 ديسمبر 1972.
وسيتعين على الكبسولة أن تتحمل درجات حرارة تصل إلى 5000 فهرنهايت لأنها تسافر بسرعة 24500 ميل في الساعة (39428 كم في الساعة) قبل أن تسقط.
وإذا نجحت المهمة، فسوف تتبع "أرتميس 1" غير المأهولة رحلة مأهولة حول القمر في عام 2024، وستقل أربعة رواد فضاء.
وستشهد مهمة ثالثة هي "أرتميس 3" المقرر إجراؤها في عام 2025، أول هبوط على سطح القمر من قبل رواد الفضاء منذ أكثر من 50 عاما، والتي ينتظر أن تُقل أول امرأة وأول رائد فضاء ملون للسير على خطى نيل أرمسترونغ.
وتتمثل الخطة في إعادة البشر إلى القمر وبناء قاعدة قمرية دائمة لاستكشاف أعماق الكون حتى يتمكن الناس من السفر إلى المريخ.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي يطأ فيها البشر على سطح القمر منذ عام 1972.