كشف دانيال موران، الباحث في قسم الطاقة وهندسة العمليات بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU) أن النظام الغذائي هو أكبر تهديد للتنوع البيولوجي وأحد أسوأ العوامل المحركة لأزمة المناخ، حيث أجرى دراسة كبيرة أنتجت خرائط رقمية توضح الضغط الذي يمارسه نظام الغذاء العالمي على البيئة والمناخ.
ووفقا لما ذكره موقع "Phys"، يقول الباحث: "لم يقم أحد بهذا من قبل، وكان رسم الخرائط مهمة ضخمة"، وتعاون موران مع 16 باحثًا، بما في ذلك من جامعة ليدز وجامعة كاليفورنيا.
قال موران، إن هناك الكثير من الأطعمة المختلفة على هذا الكوكب وطرق عديدة لإنتاجها، ولعل العواقب البيئية متعددة ويصعب حسابها، ومن خلال اكتساب فهم أفضل للتأثيرات السلبية، يمكننا تحقيق إنتاج غذائي أكثر كفاءة بيئيًا".
سيؤدي القيام بذلك إلى حماية البيئة والمساعدة في ضمان حصولنا على ما يكفي من الغذاء لسكان العالم، وعندما يستخدم الباحث كلمة الكفاءة، فإنه يشير إلى أقل تأثير بيئي محتمل لكل كيلوجرام من الغذاء المنتج، وتمثلت مساهمة موران في الدراسة في رسم خريطة الأثر البيئي الذي تسببه التجارة الدولية.
أسوأ خمسة مخالفين
تظهر الدراسة، أن خمس دول، وهم الصين والهند والولايات المتحدة والبرازيل وباكستان تمثل ما يقرب من نصف التأثير البيئي العالمي من إنتاج الغذاء.
وحصل الباحثون على بيانات حول 99% من إجمالي إنتاج الغذاء في الماء وعلى الأرض الذى تم الإبلاغ عنه في عام 2017.
وتكمن ميزة هذه الدراسة في أن مجموعة البحث قد نظرت في الضغط الذي يمارسه إنتاج الغذاء على البيئة: انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، استهلاك المياه وتدمير الموائل والتلوث.
تابعوا أيضًا "دورة حياة" الطعام بأكملها بدءًا من بذر الحبوب لمائدة المستهلك لتحديد التأثير البيئي الإجمالي، كما أن استنفاد التربة، مبيدات الآفات، جريان السموم، علف الحيوانات، الري، الديزل للنقل والانبعاثات من إنتاج الأسمدة، كل شيء مشمول في حساباتهم البيئية الكبيرة.
الكثير من أميال الطعام
كما أن رسم خرائط "كيلومترات السفر" للطعام ليس بالأمر السهل، فيمكن أن تحتوي البيتزا المجمدة على مكونات من عدة بلدان، فإن الرحلة من البقرة عبر الألبان إلى مائدة الإفطار بعيدة كل البعد عن المسار المباشر، وفي بعض البلدان، قد يشتمل منتج بسيط مثل الزبادي على مسحوق الحليب المستورد والفواكه المجففة، التي تحتاج للنقل من أماكن مختلفة وما ينتج عنها من انبعاثات كثيرة.