عثر فريق علمي على شكل غير عادي من الأكسجين تنتجه النباتات والبكتيريا على ارتفاع يصل إلى 200 كم فوق سطح الأرض.
وكشفت الدراسة الجديدة أن أشكال الأكسجين التي أنشأتها الكائنات الحية يمكن العثور عليها في الفضاء حول كوكبنا، ما يلمح إلى طريقة جديدة محتملة لتتبع الحياة على الكواكب الأخرى الصالحة للسكن في مجرتنا، درب التبانة، وفقا لتقرير RT .
وتم الاكتشاف الجديد بواسطة مرصد الستراتوسفير التابع لوكالة ناسا لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء "صوفيا" (SOFIA)، وهو طائرة من نوع بوينغ 747 إس بي تعمل كمرصد كوني لقياس الأشعة تحت الحمراء القادمة من أعماق الكون.
وتصف دراسة نُشرت مؤخرا كيف استخدم الباحثون التلسكوب، وهو حساس لأطوال موجات الأشعة تحت الحمراء الحاملة للدفء، لاكتشاف ما يسمى بالأكسجين الذري الثقيل في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض، وهي الميزوسفير (mesosphere) والثرموسفير (thermosphere).
والأكسجين الثقيل هو شكل من أشكال الأكسجين يحتوي على 10 نيوترونات في نواته، مقارنة بالثمانية نيوترونات الموجودة في أكثر أشكال الأكسجين انتشارا الموجودة في الهواء حول كوكبنا.
ويمكن العثور على تركيزات عالية من الأكسجين الثقيل بالقرب من سطح الأرض، حيث يتم إنتاج هذه العينة الذرية عادة بواسطة كائنات التمثيل الضوئي، تماما مثل الأكسجين العادي.
وقال هيلموت ويزماير، العالم في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي في ألمانيا والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، في بيان: "إنه يتبع النشاط البيولوجي، وهذا مثبت جيدا. وحتى الآن، يُعتقد أن الارتفاع الذي يمتد إليه هذا التوقيع يبلغ 60 كيلومترا (نحو 37 ميلا)، لذلك، بالكاد يصل إلى الجزء السفلي من الميزوسفير
ومع ذلك، وفقا للدراسة الجديدة، كان مرصد "صوفيا" قادرا على اكتشاف الأكسجين الثقيل حتى 200 كم (120 ميلا) فوق كوكبنا بتركيزات تشير إلى أصول أرضية.
ويمكن أن يأتي الأكسجين الثقيل أيضا من الرياح الشمسية، وهو تيار من الجسيمات ينبعث باستمرار من الغلاف الجوي للشمس. ومع ذلك، يعتقد أن تركيزات الأكسجين الثقيل الشمسي أقل بكثير.
وأوضح ويزماير: "السؤال كان، هل يصل إلى ارتفاعات أعلى؟ وإذا حدث ذلك، لأنه لا توجد كائنات حية هناك، فإن الطريقة الوحيدة للوصول إلى ارتفاعات أعلى هي الخلط العمودي الفعال للهواء في الغلاف الجوي للأرض".
والخلط العمودي هو حركة تصاعدية للهواء تحدث بناء على حركة الكتل الهوائية في طبقة حدود الكوكب.
وقد يكون للنتائج تداعيات محتملة على تطوير تقنيات جديدة لاكتشاف علامات الحياة حول الكواكب الخارجية، والكواكب التي تدور حول نجوم أخرى غير شمسنا.
وقال ويزماير: "الفكرة هي أن تفهم أولا ما يحدث أمام عتبة منزلك قبل الخوض في دراسات أعمق في مكان آخر.