تواجه الأنهار الجليدية في جبال الهمالايا، جنوب آسيا، خطرا وجوديا بتعرضها للذوبان والتراجع تحت تأثير ضغط تغير المناخ، وخلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن الموارد البيئية الذي انعقد في نيويورك بين 22- 24 مارس، أطلق الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو جوتيريش، الرسائل التحذيرية التالية:
• ذوبان الأنهار الجليدية قد يؤدي إلى ضحالة الأنهار الكبرى في جنوب آسيا، مثل الغانج والسند وبراهمابوترا.
• ارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن الذوبان، إلى جانب تسرّب المياه المالحة، سيدمّر أغلب أراضي الدلتا الكبيرة التابعة لهذه الأنهار.
• الأنهار والجبال الجليدية بمثابة أكبر خزان للمياه العذبة على كوكب الأرض، وتراجعها يهدد الحياة.
أسباب الذوبان
الخبير البيئي، الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي (جمعية للتوعية بالبيئة مقرها بيروت)، عدد لموقع "سكاي نيوز عربية" أسباب ذوبان الأنهار الجليدية، وكيف وصل الأمر للخطورة الحالية:
• الاحتباس الحراري غيّر نمط البرودة في طبقات الجو، وهو ما تسبب في الظاهرة المعروفة بـ"الاحترار العالمي" الذي يؤثر على القطبين وعلى الجبال والأنهار الثلجية.
• ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة له انعكاسات سلبية، مثل ذوبان الأنهار والجبال الجليدية، كما يطال الغابات وجميع الكائنات الحية.
• يمثل ذوبان الثلوج أزمة مزدوجة، حيث إنه ينجم عن تغيرات، وبعدها يكون هو سبب تغيرات أخرى، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر.
• ذوبان كميات كبيرة من الثلوج على سطح الكوكب سواء بالقطبين أو المرتفعات، مثل الهمالايا، مرشح للتزايد في ظل التغيرات المناخية الحادة.
• هذه التأثيرات السلبية الشاملة دفعت المنظمات العالمية للتحرك والعمل على الحد من ارتفاع الحرارة.
• عالميا، لا توجد استراتيجية موحدة لمواجهة هذه المتغيرات، إضافة إلى استمرار الدول الصناعية الكبرى في أنشطتها دون مراقبة، واستهلاك كميات ضخمة من الوقود الأحفوري.
خسائر متسارعة
سلطت مجلة "ساينس" عبر دراسة نشرتها مؤخرا الضوء على تسارع نسبة الخسائر بسبب التغيرات المناخية، منها خسارة 26%من مجموع الكتلة الجليدية، علما أن الأنهار الأصغر حجما ستكون أول المتضررين.
وتصل أعداد الأنهار الجليدية في العالم إلى 215 ألف نهر، نصفها، خاصة الصغيرة، تواجه خطر الزوال بحلول نهاية القرن الحالي إذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
أما إذا سجل الاحترار المناخي 4 درجات مئوية إضافية، فسيُحدث أسوأ سيناريو محتمل، إذ ستتضرر كميات متزايدة من الأنهار الجليدية الأكبر حجما كتلك الموجودة في ألاسكا.