رغم أن المريخ هو أقرب كوكب إلى الأرض، إلا أن على البشر قطع مسافة تقدر بـ34.8 مليون ميل للوصول إليه.
وتوقع إيلون ماسك مؤخرا أن تطأ أقدام البشر الكوكب الأحمر لأول مرة في عام 2029، في حين أن وكالة ناسا بدت أكثر تحفظا مع جدولها الزمني المقدر لزيارة مأهولة للكوكب، حيث تتنبأ بالهبوط في وقت ما بين 2030 و2040.
ولحسن الحظ، هناك طريقة سهلة لاستكشاف المريخ الآن، وأنت في منزلك على الأرض، دون عناء السفر إلى الفضاء، حيث أصدرت وكالة ناسا خريطة تفاعلية جديدة تتيح استكشاف العديد من منحدرات وحفر المريخ، وفقا لتقرير Rt.
وقال جاي ديكسون، عالم معالجة الصور الذي قاد المشروع: "أردت شيئا يمكن للجميع الوصول إليه. يمكن لأطفال المدارس استخدام هذا الآن. ويمكن لأمي، التي بلغت 78 عاما، استخدام هذا الآن. والهدف هو تقليل الحواجز أمام الأشخاص المهتمين باستكشاف المريخ".
وتم وضع الخريطة التفاعلية للكوكب الأحمر في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا باستخدام 110 آلاف صورة التقطتها مركبة استكشاف المريخ التابعة لناسا.
وتغطي هذه الصور ما يقارب 270 قدما مربعا (25 مترا مربعا) من السطح لكل بكسل.
وتلتقط الخريطة الناتجة مجموعة من الميزات الجيولوجية المذهلة بتفاصيل لا تصدق، بما في ذلك المنحدرات وفوهات الاصطدام ومسارات "شياطين الغبار".
ولاستكشاف الخريطة بنفسك، استخدم فأرة الكمبيوتر للتكبير والتصغير. وإذا كنت ترغب في استكشاف أي ميزات معينة، فانقر فوق اسم الميزة في المربعات الموجودة أسفل الشاشة. وسيتم بعد ذلك تكبير الميزة تلقائيا في الخريطة تلقائيا، على غرار جبل "أوليمبوس مونس" (Olympus Mons) أو الفوهة الصدمية "زونيل" (Zunil) أو الفوهة الصدمية "إبِرسوالده" (Eberswalde).
وقدمت لورا كيربر، عالمة المريخ في مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لناسا، ملاحظات على الخريطة الجديدة، قائلة: "لقد أردت شيئا كهذا لفترة طويلة. إنها منتج فني جميل ومفيد أيضا للعلم".
واستخدمت كيربر الخريطة لاستكشاف تشكيل "ميدوسي فوسي" (Medusae Fossae) على كوكب المريخ، وهي منطقة مغبرة بحجم منغوليا تقريبا.
وفي حين أن العلماء ما يزالون غير قادرين على معرفة كيفية تشكلها بشكل واضح، فقد افترضت كيربر أنها قد تكون كومة من الرماد من بركان قريب.
وباستخدام الخريطة الجديدة، يمكن تكبير المنطقة واستكشاف قنوات الأنهار القديمة المتعرجة عبر مناظرها الطبيعية.
والمناطق الرئيسية الأخرى التي تم تسليط الضوء عليها على الخريطة هي "فوهة غيل" (Gale Crater) و"فوهة جِزِرو" (Jezero Crater)، وكلاهما يتم استكشافهما بواسطة كيوريوسيتي وبِرسفِيرِنس من وكالة ناسا بحثا عن علامات على الحياة الميكروبية القديمة.
ويمكن أيضا عبور جبل "أوليمبوس مونس"، أطول بركان في النظام الشمسي.
وقال ريتش زوريك، عالم مشروع البعثة: "على مدار 17 عاما، كانت مركبة استكشاف المريخ المدارية MRO تكشف لنا عن كوكب المريخ لأنه لم يره أحد من قبل. وهذه الفسيفساء طريقة جديدة رائعة لاستكشاف بعض الصور التي جمعناها".