كيفية تشكل النجوم الضخمة.. موضوع نقاش طويل الأمد لعلماء الفيزياء الفلكية، خاصة في ظل قلة الملاحظات الضرورية لبناء نظريات موثوقة.
والنجوم الضخمة نادرة نسبيا، ولذا يصعب رصدها أثناء عملية التكوين. لكن الملاحظات الجديدة لما يسمى "سحابة التنين" قد تحمل مفتاح الإجابة عن هذا اللغز، وفقا لتقرير RT.
واستخدم فريق من علماء الفلك تلسكوب "ألما" (ALMA) في صحراء أتاكاما بشمال تشيلي لدراسة "سحابة التنين"، وهي سحابة كثيفة من الهيدروجين الجزيئي تعمل كموقع لتشكيل النجوم في جميع أنحاء مجمعها.
وكان علماء الفلك على وجه التحديد يبحثون عن الغبار، والذي بالإضافة إلى الغاز الذي يشكل الجزء الأكبر من المجمع ينهار ليشكل النجوم.
ووجد علماء الفلك عدة مناطق من تكوين النجوم النشط، ولكن أيضا تكتلا كثيفا غريبا يفتقر إلى أي نجوم حديثة الولادة على الإطلاق، وبعد إجراء مزيد من التحقيق، اكتشف الفريق أن الكتلة المركزية كانت تتكون في الواقع من منطقتين منفصلتين. احتوت إحدى المناطق على أكثر من 30 كتلة شمسية من المواد، بينما احتوت الأخرى فقط على كتلتين شمسيتين من المواد.
ووفقا لملاحظاتهم، كانت تلك التكتلات شديدة الكثافة ومنهارة بشدة، ما يعني أن هذه الكتل ستبدأ قريبا في تكوين النجوم.
والأهم من ذلك، وجد علماء الفلك أن الكتل نفسها لم تظهر وكأنها تتفتت إلى كتل أصغر عندما تنهار. وهذا يقود إلى نموذج "التراكم الأساسي" لتشكيل النجوم. وفي هذا النموذج، تنهار أضخم النجوم من وحدات مفردة من السحب الغازية وتبدأ حياتها بالفعل بكتل عالية بشكل لا يصدق.
وتدعم الملاحظات هذه الفكرة لأنه لأول مرة تمكن العلماء من ملاحظة سحابة عملاقة من الغاز تتعرض لانهيار مباشر دون أن تنفصل.
ودعا علماء الفلك إلى المزيد من الملاحظات التفصيلية للمركّب بغية التقدم في فك لغز تكوين النجوم الضخمة.