أكّدت حرائق الغابات التي التهمت مساحات شاسعة في كندا وجنوب أوروبا الأيام الأخيرة، بعضها دول لم تعتَدها، الاتساع السريع لتأثيرات تغيّر المناخ، بحيث لم تصبح دولة في مأمن من كوارثه المفاجئة، حسبما نقلت سكاي نيوز.
استعرت الحرائق في غرب كندا بداية من الشهر الجاري لتلتهم مساحات شاسعة من الغابات، وأجبرت 30 ألف شخص على ترك منازلهم في مقاطعة ألبرتا.
متوقع أن تستمر نواتج الحرائق من أدخنة وغيرها حتى الأسبوع المقبل.
وأظهرت صور القمر الاصطناعي التي التقطتها خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة الغلاف الجوي (CAMS) التابعة للاتحاد الأوروبي، انتقال الدخان المتصاعد من الحرائق عبر أميركا الشمالية، وفقا لتقرير سكاى نيوز عربية.
كما شهدت غابات غرب إسبانيا اشتعال الحرائق وسط رياح تصل سرعتها إلى 60 كم/ الساعة. ووفق التقديرات، التهمت الحرائق 80 كيلومترا من الغابات.
لماذا وصلت الحرائق لهذه البلاد؟
الخبير البيئي وعضو الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة، أيمن قدوري، عدّد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب انتشار الحرائق في هذه البلاد مؤخرا:
• انتشار حرائق الغابات في أوروبا وأميركا الشمالية أصبح ظاهرة في ظل موجات الجفاف المتعاقبة التي ضربت الجنوب الأوروبي وشمال أميركا الشمالية تحديدا في كندا.
• حدوث موجة جفاف مفاجئة واستمرارها، وإن كان بوتيرة متقطعة، وعلى فترات زمنية قصيرة، يفقد النباتات محتواها المائي ويعرّض الحشائش والأشجار للجفاف وموت أجزاء منها كالأوراق؛ بالتالي تكون وقودا عضويا جاهزا للاشتعال.
أما عن مصدر الشرارة الأولى فله مسببات بشرية وطبيعية، مثل شرارة البرق، احتكاك الأشجار ببعضها، الشرارة المنطلقة من دحرجة الصخور، انفجار البراكين، أشعة الشمس.
• تقدّر نسبة الحرائق الطبيعية بين 10-15% مقارنة بالحرائق التي يتسبّب بها البشر، والبالغة 85-90%، ومع ذلك يُعزى ما نسبته 80% من الحرائق في جنوب أوروبا لأسباب طبيعية نتيجة تغيّر المناخ، وكذلك كندا التي تعاني موجات جفاف متقطعة منذ عام 2021.
• حرائق الغابات الخطرة باتت تمتد إلى جميع أنحاء العالم، كما أن الحرارة مع الجفاف يُهيّئان بيئة خصبة لنمو هذه الحرائق وانتشارها.
• لكل ما سبق، اتسعت رقعة الحرائق لتشهد دخول مساحات جديدة لم تعرف هذه الظاهرة من قبل، أبرزها شمال أميركا الشمالية، وتحديدا كندا.
• المناخ الأوروبي يشهد ارتفاعا في درجة الحرارة وصل إلى 20% عن باقي الأقاليم المناخية في الكوكب، وبالتالي تكون الأجزاء الجنوبية منه، إسبانيا، البرتغال، فرنسا وإيطاليا وأجزاء من بريطانيا ضمن دائرة الخطر خلال أيام الصيف الجافة المقبلة.
ينبِّه الخبير البيئي إلى أن حرائق الغابات تسبّب خسائر كارثية:
• فقدان 5 أضعاف المساحة المحترقة، لأن النباتات في المناطق المجاورة للغابات المحترقة تتضرّر، وهي خط الصد الأول لتغيّر المناخ وحفظ نسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي.
• تعرية التربة والتأثير على مواصفاتها وإنتاجيتها، وحتى انقراض أنواع من النباتات والحيوانات النادرة.
• استنزاف طبقة الأوزون، فضلا عن رفع تراكيز غازات الاحتباس الحراري، وأبرزها ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين في الغلاف الجوي؛ ما يفاقم أزمة الاحترار العالمي، ويسارع في انتقال آثاره إلى أقاليم مناخية أخرى.
الوقاية والمواجهة
يضع قدوري عدة نقاط لمواجهة خطر انتشار حرائق الغابات، مشددا على أن الحد مِن انتشار الحرائق مسؤولية عامة، تحتاج إلى تثقيف الجميع ليعملوا على الحد مِن مسبباتها:
عن الإجراءات الحكومية المطلوبة:
• يجب أن تشرع السلطات في الأماكن التي تقع الغابات ضمن نطاقها في مراقبة الغابات، خصوصا في أيام الصيف الجافة.
• توجيه سكان الغابات والمناطق القريبة منها لرفع الأجسام الصلبة وإبعاد مصادر الوقود عن الأماكن والأشياء الجافة.
• تجهيز فرق الدفاع المدني بالمواد المضادة للنيران وبطائرات مجهزة بمواد للإطفاء، ومعدات الحفر التي تستخدم في إزالة أجزاء من الغابة للحد من انتشار الحريق