شهدت روسيا لأول مرة تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يكشف فقدان الدم الخفي لدى المرضى أثناء العمليات الجراحية والعناية المركزة.
وتعالج الشبكة العصبية الاصطناعية البيانات الواردة من أجهزة مراقبة المرضى، وتتتبع أكثر من 50 معدلا فسيولوجيا ومختبريا، وفقا لتقرير RT .
وقام الأخصائيون في جامعة سيبيريا الطبية الحكومية بتطوير خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تساعد أطباء التخدير والإنعاش على قياس فقدان الدم المخفي، وصرحت الخدمة الصحفية للجامعة لوكالة "تاس" الروسية قائلة إن الأطباء ذوى الكفاءة ليسوا حتى قادرين دائما على اكتشاف هذه الظاهرة في الوقت المناسب، مما يهدد بمضاعفات خطيرة.
وقال إيفان تولماتشيف، الأستاذ المساعد في قسم علم التحكم الآلي الطبي والبيولوجي في جامعة سيبيريا الطبية الحكومية:" إن ابتكارنا عبارة عن شبكة عصبية تعالج البيانات الواردة من الأجهزة الطبية مثل أجهزة مراقبة حالة المرضى، التي يتصل بها المريض أثناء العملية الجراحية أو في غرفة العناية المركزة.
وتساعد الخوارزمية القائمة على الذكاء الاصطناعي الأطباء على التنبؤ في الوقت المناسب بالحالات الخطيرة للمرضى والتي لها علاقة بفقدان الدم الكامن بعد العملية الجراحية أو الإصابات".
ويشار إلى أنه يمكن أن يحدث أثناء العمليات الجراحية فقدان دم خفي، وغالبا ما يكون غير مرئي للعين المجردة. حتى الأطباء الأكفاء في بعض الأحيان لا يسجلونه لفترة طويلة في حين يمكن توصيل 3-5 أجهزة طبية أو أكثر بالمرضى المصابين بأمراض خطيرة في غرفة العمليات الجراحية أو في غرفة العناية المركزة في نفس الوقت، كما يمكن أن يكون هناك أكثر من 50 معدلا فسيولوجيا تراقب بشكل مستمر حالة المريض. لكن المساعدة المقدمة ليست في وقتها بسبب فقدان الدم الكامن وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وأوضح العلماء أن الشبكة العصبية الاصطناعية تقوم بشكل شبه مستمر بتسجيل وتحليل البيانات الواردة من أجهزة المراقبة، التي من خلالها يمكنها الكشف عن النزيف الخفي بناء على المعدّلت الطبية. ومن أجل تدريب الشبكة العصبية الاصطناعية ، تم استخدام قاعدة بيانات لأكثر من 40 ألف مريض كانوا في العناية المركزة.
وقالت مديرة مشروع " الطب الرقمي" التابع لمركز "سكولكوفو" الروسي للمبتكرات، يوليا شيجلوفا إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات الكبيرة في العناية المركزة له إمكانات واسعة لتحسين جودة الرعاية الطبية. وعلى الرغم من أن مستوى رقمنة العناية المركزة في العديد من البلدان يقترب من 100٪ فإن روسيا فلا تزيد فيها نسبة رقمنة العناية المركزة عن 2٪.
وحسب مديرة المشروع يمكن أن يساعد ابتكار العلماء الروس في أن تشمل عملية الرقمنة المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، وكما إنه يمكن أن يساههم في المنافسة في سوق الابتكار العالمي.