لا يزال العلماء يحاولون فهم العمليات التي تشكلت من خلالها الكواكب، بما في ذلك كوكبنا، ولعل إحدى الطرق التي يمكن للباحثين من خلالها دراسة كيفية تشكل الأرض هي فحص الصهارة التي تتدفق من أعماق باطن الكوكب.
تحتوي التوقيعات الكيميائية من هذه العينات على سجل لتوقيت وطبيعة المواد التي اجتمعت لتشكيل الأرض، على غرار كيف تعطينا الحفريات أدلة حول الماضي البيولوجي للأرض.
ووفقا لما ذكره موقع "Phys"، تُظهر دراسة من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن الأرض المبكرة تراكمت من المواد الحارة والجافة، مما يشير إلى أن مياه كوكبنا، المكون الأساسي لتطور الحياة، يجب أن تكون قد وصلت في وقت متأخر من تاريخ تكوين الأرض.
أجريت الدراسة، التي شارك فيها فريق دولي من الباحثين، في مختبرات فرانسوا تيسو، الأستاذ المساعد في الكيمياء الجيولوجية ومحقق معهد البحوث الطبية التراثية، و Yigang Zhang من الأكاديمية الصينية للعلوم.
نظرًا لأن تكوين الأرض لم يكن فوريًا، وبدلاً من ذلك اشتمل على تراكم المواد بمرور الوقت، فإن العينات من الوشاح السفلي والغطاء العلوي تعطي أدلة مختلفة لما كان يحدث بمرور الوقت أثناء تراكم الأرض.
وجد الفريق في الدراسة الجديدة، أن الأرض المبكرة كانت تتكون أساسًا من مواد صخرية جافة، حيث أظهرت التوقيعات الكيميائية من أعماق الكوكب عدم وجود ما يسمى بالمواد المتطايرة، وهي مواد تتبخر بسهولة مثل الماء واليود.
تعد الدراسة مساهمة حاسمة في نظريات تكوين الكواكب، وهو مجال خضع للعديد من التحولات النموذجية في العقود الأخيرة ولا يزال يتسم بالنقاش العلمي القوي.