ينبهر العالم عند إعلان أحد الشركات الكبرى مثل سامسونج وأبل عن هاتف جديد وننتظر بفارغ الصبر موعد طرحه فى الأسواق لشرائه والاستمتاع بمزاياه المتعددة دون معرفة أن وراء كل هاتف وجهاز ذكى قصة عامل يكافح ويعانى من أجل كسب لقمة العيش.
مصانع أبل
لأبل تاريخ حافل بالمآسى مع عمال مصانعها، إذ سلطت هيئة الإذاعة البريطانية BBC الضوء على هذه المشكلة عندما قام أحد مراسليها بتجربة صحفية مثيرة، وتنكر فى زى أحد العمال لاقتحام مصانع "باترجون" المزود الرئيسى لأجهزة أبل عام 2014، والتعرف على حال الموظفين، وطبيعة العمل، وكشفت هذه المغامرة المثيرة مدى إعياء وإجهاد العاملين، وعدم قدرتهم على العمل لساعات طويلة ومواصلة العمل لتوفير هواتف آيفون الجديدة فى أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى اضطرارهم للعمل لساعات إضافية دون أجر مما يدفعهم للنوم أثناء العمل.
كانت مغامرة BBC نتاجا لعدد من الحوادث الفردية مثل انتحار عامل بمصانع فوكسكون المنتجة لهواتف آيفون بسبب ضغط العمل الذى لا يحتمل، ووفاة عمال آخرين، مما أدى إلى مظاهرات كبيرة للعمال ضد الشركة، مما آثار الشكوك، خاصة مع وعود شركة أبل الدائمة بالاهتمام بحال العمال والوقوف بجانبهم بعد الكشف عن حالتهم ووضعهم المالى.
وثار العالم مرة أخرى عند العثور على عامل بشركة أبل يدعى "تيان فولى" ميتا فى عنبر النوم الذى يشارك فيه زملاءه وتبين حدوث هذا الأمر بعد عمله لمدة 12 ساعة متواصلة لفترة طويلة دون إجارات.
مصانع سامسونج
ولا يختلف الوضع فى مصانع سامسونج عن مصانع أبل، إذ كشفت التحقيقات وفاة 76 عاملا بمصانع سامسونج بسبب تعرضهم لمواد كيميائية خطيرة تودى بحياة من يتعرض لها وتسبب له الكثير من الأمراض الخطيرة ومن أبرزها سرطان الدم والغدد الليمفاوية والتصلب المتعدد ومرض الذئبة، واتهمت سامسونج بإخفاء الكثير من الأدلة والبيانات عن العمال وعدم تحذيرهم من مخاطر المواد الكيميائية التى يجرى التعامل معها بشكل يومى.
وأكد العديد من العمال بالمصنع عدم تنبيههم من مخاطر هذه المواد الكيمائية وهو الأمر الذى تسبب فى إصابة البعض منهم بفقدان البصر والأمراض المزمنة، كما تبين محاولات سامسونج بالتكتم على الأمر ودفع أموال لأهالى الضحايا.