وسط الأزمات والمحن دائما ما يخرج الإنسان أفضل ما لديه، وقوة كل شعب تقاس بقدرته على التحمل وتخطى الصعاب التى تقف تواجهه، ووسط الحرب والحصار والمطاردات لا يوجد مجال لليأس والتخاذل.. وهذا ما أثبته الشعب الفلسطينى طوال السنوات الماضية، فعلى الرغم من القصف والاستهداف وعدم الشعور بالأمان إلا أن الشباب هناك تمكنوا من إبهار العالم والدخول فى مجال التكنولوجيا الحديثة بقوة، ليس فى استخدامها وتبادل الرسائل والصور، ولكن فى تطويرها وصناعتها، وتمكنوا من ابتكار أدوات وأجهزة عالية الدقة تساعدهم فى تخطى الأزمات والتغلب على ظروف الحرب والحصار، ومساعدة أبناء بلادهم فى تخطى الأزمات اليومية، فالحرب لم تقهرهم ولم يكن لليأس مكان بينهم، بل خلال الظروف الصعبة نظر إليهم العالم كمبتكرين ومطورين، وتداولت الصحف العالمية ووكالات الأنباء الاختراعات التى يعملون عليها.. وفيما يلى مجموعة من أبرز ما طوره الشباب والطلاب الفلسطينيون فى مجال التكنولوجيا على مدار السنوات القليلة الماضية.
تطبيق للتغلب على مضايقات الإسرائيليين
الحياة فى فلسطين المحتلة فى ظل الاحتلال الصهيونى كابوس لكثير من الفلسطينيين الذين يضطرون إلى التنقل المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش كل يوم بسبب نقاط التفتيش، لذلك قام طالب فلسطينى يدعى "بازل الصدر" يقيم فى القدس، بتطوير تطبيق Azmeh الذى يساعد فى التحايل على نقاط التفتيش فى أنحاء المدينة وخارجها، وهذا عن طريق إخبار السكان بالموعد المناسب للتحرك فى كل مكان وطرق بديلة لتجنب التفتيش، ويتم التحديث على مدار 24 ساعة.
سترة للمكفوفين تساعد فى التنقل دون عصا
خلال العام الماضى طور طلاب فلسطينيون من جامعة البوليتكنيك فى مدينة الخليل بالضفة الغربية سترة تسمح لضعاف البصر السير دون مساعدة العصا التقليدية، وذكرت وكالة رويترز فى ذلك الوقت أن السترة الذكية تستخدم الاهتزازات والأوامر الصوتية التى تتيح للأعمى التنقل بشكل صحيح وتفادى العقبات التى توجد على الطريق، وتعتمد السترة على عدد من التقنيات مثل أجهزة استشعار الأرض، كما مزود بجهاز إنذار، والهدف منه هو مساعدة المكفوفين من السير بأمان دون الحاجة لأشخاص آخرين.
سخانات لمياه بالطاقة الشمسية للنازحين
سبق وقام أربعة من الطلاب اللاجئين من مركز تدريب غزة (GTC) بتطوير ثلاث وحدات مختلفة للتدفئة الشمسية، والتى توفر تقريبا حلول التدفئة بأسعار معقولة وآمنة وصديقة للبيئة للنازحين الفلسطينيين، الذين لا يزالون يعيشون فى منازل مؤقتة والقوافل بسبب تدمير منازلهم خلال الحرب، والوحدات اعتمدت على الألواح والخلايا الشمسية المتطورة القادرة على مساعدة المواطنين فى الحصول على ما يحتاجونه من مياه ساخنة فقط عن طريق الشمس دون الحاجة إلى طاقة كهربائية، كما أنهم استخدموا الطاقة الشمسية فى تدفئة المنازل المؤقتة للنازحين وتحميهم من الشتاء والبرودة الشديدة، وأهم ما يميز منتجاتهم أنها بأسعار بسيطة وغير مكلفة.
سيارات كهربائية تتحكم فيها بالإشارة
تمكن ثلاثة من الطلاب الفلسطينيين فى جامعة بيرزيت بالضفة الغربية من ابتكار سيارة ذكية كهربائية فى حجم سيارات الألعاب الأطفال يمكن التحكم فيها عن طريق إشارة اليد، باستخدام قفاز ذكى قاموا بتطويره ومرتبط بالسيارة الصغيرة ومزود بعدد من التقنيات وأجهزة الاستشعار المختلفة، التى تساعد فى تحريك السيارة وتوجيهها فقط عن طريق إشارة اليد عن بعد، وكلا من السيارة والقفاز الذكى تم صنعهما بيد الطلاب دون أى مساعدة خارجية، واعتمدوا على مجموعة من التقنيات وشرائح الكمبيوتر الحديثة.
روبوتات للكشف عن الألغام
فى عام 2012 الماضى كشفت الإحصائيات الفلسطينية الرسمية أن هناك ما يقرب من 79 حقل ألغام موزعة فى أنحاء متفرقة من أراضى الضفة الغربية، وتنتشر على مساحة تزيد على 121 كيلومترا مربعا، وهو الأمر الذى كان يودى بحياة الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطينى، ودفع مجموعة من الطلاب بكلية هندسة الاتصالات بالجامعة العربية الأمريكية فى جنين بابتكار روبوت صغير متطور يمكنه الكشف عن اللألغام ويساعد فى تجنب المرور فوقها وإزالتها للحفاظ على حياة من يمر بجانبها، ويمكنه الكشف عن كل الأجسام المعدنية المشبوهة من مسافة 500 متر، ويعطى مستخدمه القدرة فى التحكم به من هذا البعد الكبير، بالإضافة إلى أنه قادر على صعود السلالم والتعامل مع العوائق.