بعد أن أصبحت شبكة فيس بوك واحدة من أهم المصادر التى يعتمد عليها المستخدمون للحصول على الأخبار، كان عليها مواجهة الصحفيين، خاصة أنها باتت بمثابة منافس قوى لهم، تتسابق معهم لتقديم الخدمة الاخبارية التى يبحثون عنها، وتطورت علاقة الموقع بأبناء المهنة على مدار الشهور القليلة الماضية بشكل كبير، فبعد التزام الطرفين بالصمت، بدأت "فيس بوك" باتخاذ عدد من الخطوات التى اشعلت الحرب وتسببت فى الهجوم عليها من قبل المواقع الاخباري، فاشتعلت الحرب وزادت الخلافات بين الطرفين، حتى وصلت إلى المصالحة بعد إعلان الموقع عن مشروع ضخم جديد يهدف لتهدئة الأوضاع والتعاون معهم باعتبارهم الطرف الأهم والأقوى.
تغيير الخوارزمية
أعلن فيس بوك فى يوليو الماضى عن تغيير خوارزمية إظهار المنشورات للمستخدمين على صفحاتهم الرئيسية، مع إعطاء المزيد من الاهتمام لمنشورات الأصدقاء على حساب الأخبار العاجلة والقصص الخبرية، ما كان بمثابة ضربة كبيرة للمواقع الاخبارية، إذ أثر على ظهور منشوراتهم للمستخدمين، وبالتالى تسبب فى انخفاض معدل الزيارات لهذه المواقع، فلم تعد تظهر منشورات المواقع الاخبارية أمام المستخدمين بنفس القدر، وبرر فيس بوك ما فعله بأنه تلبية لطلبات المستخدمين الذين اشتكوا من ظهور الأخبار على حساب منشورات أصدقائهم.
أزمة فتاة النابلم
تعرض فيس بوك لحملة من الانتقادات الواسعة بعد حذف صورة للفتاة "كيم فوج" التى يطلق عليها فتاة النابالم، كجزء من إطار المبادئ التوجيهية الخاصة بالعرى، لينقلب العالم على الموقع الاجتماعى ويتهمه بالتلاعب واستخدام نفوذه، خاصة أن هذه الصور الأيقونية يعود تاريخها إلى عام 1972، جنبًا إلى جنب أنها لم تكن المرة الأولى التى يقرر فيها فيس بوك حذف صور دون الرجوع لأصحابها، لكن كانت هذه الصورة القشة التى قصمت ظهر البعير، لدرجة أدت إلى تخصيص "اسبن ايجل هانسن" رئيس تحرير صحيفة "افتنبوستين" التى نشرت الصورة، الصفحة الأولى كاملاً لمارك زوكربيرج واتهمه بالإساءة للسلطة التى يمتلكها، لكن تراجع فيس بوك عن موقفه على الفور واعتذر عن حذف الصورة وعدل عن قراره فى أسرع وقت ممكن.
فضيحة الأخبار الكاذبة
كان فيس بوك الطرف الأقوى فى المواقف السابقة، إذ كان صاحب القرار الأول وكانت وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية بمثابة الطرف الأضعف، لتظهر فضيحة الأخبار الكاذبة التى كانت الضربة الأخطر لسمعة الموقع الاجتماعي، إذ اتهمه العالم بالتلاعب والانحياز وعرض الأخبار بناء على أجندة محددة للسيطرة على عقول المستخدمين، إذ اتهمه أنصار هيلارى كلينتون بشكل مباشر وصريح بالتأثير على نتائج الانتخابات، ليبدأ العالم فى التفكير بجدية فى المخاطر التى من الممكن أن يتسبب بها الموقع، وضرورة التفكير فى تأثيره على مستخدميه وعدم اعتباره مجرد موقع ترفيهى أو وسيلة للتواصل بين الناس حول العالم فقط، وكانت هذه الكارثة بمثابة جرس إنذار لـ "فيس بوك"، إذ أجبرته على التعاون مع المواقع الإخبارية والاعتراف بدورهم الكبير وعدم إنكار أهميتهم، فأعلن وقتها التعاون مع الصحف لضمان الدقة والمصداقية.
مشروع الصحفيين
بدأ فيس بوك أولى خطواته للتعاون مع الصحافة بالإعلان عن مشروع ضخم للصحفيين، ينطوى على التعاون مع وكالات الأنباء والصحف الكبرى لتطوير المحتوى الاخبارى بشكل عام وتغيير شكل تقديم القصص الاخبارية، والاستفادة من خبراتهم، وتعلم الطرق التى يمكن أن يكون بها شريط أفضل، ليحصل المستخدمون على المعرفة اللازمة لكن بشكل أكثر تطورًا يتماشى مع العصر الذى نعيش به، مع الاستفادة من خدمات فيس بوك المختلفة مثل البث المباشر وخدمة المقالات الفورية، وأعلنت صحيفة واشنطن بوست التعاون مع الموقع.