تمكن الباحثان (شين دوباى، وكارل فولدنر) بجامعة شيكاغو من معرفة مقدار الكربون الأسود، المتراكم فى ريش الطيور، فى دراسة تضمنت فحص أكثر من 1300 طائر من خمسة أنواع كانت تحلق فوق مناطق صناعة الصلب فى الولايات الأمريكية، والتى يطلق عليها "حزام الصدأ".
ويقول الباحثان أن تلك الطيور من نوع الهورند لارك، وهى طيور بيضاء مع ذقن أصفر، أصبحت تلك الطيور جزءا من سجل غير تقليدى لتلوث الهواء فى المدن الصناعية الأمريكية على مدى الـ135 عاما الماضية، ولاحظ الباحثان وجود اختلافات ملحوظة لدى الطيور، فى اللون وكمية الكربون الأسود (المعروف باسم السخام) الموجود داخل الريش والتى تم قياسها من خلال تصوير كم الضوء الذى يرتد منها.
والمعروف أن الكربون الأسود هو نوع من الجسيمات التى تنبعث من محركات الغاز والديزل ومحطات الطاقة التى تعمل بالفحم، وتمتص تلك الجسيمات أشعة الشمس على نحو فعال وتمنعها من الانعكاس فى الغلاف الجوى.. وأصبحت الطيور التى ينمو ريشها مرة واحدة فى السنة، منافض للغبار بشكل غير مقصود، تقوم بتجميع جسيمات الكربون.. وباستخدام صور تلك الطيور، تمكن الباحثان من عمل سجل مرئى فعال لكمية الكربون الأسود الذى تمكنت الطيور من جمعها.
ووصف الباحثان العمل على إزالة السخام من ريش الطيور بأنه لم يكن سهلا، بينما تجمعت بقع سوداء كالحبر فوق القفازات كانوا يستخدمونها للتعامل مع أجساد الطيور، وباستخدام البيانات المستمدة من الطيور، تمكن دوباى وفولدنر من معرفة مدى تطابق مستويات الكربون الأسود مع البيانات التاريخية المتعلقة بالظروف البيئية فى الولايات المتحدة أو الخاصة باستهلاك الوقود.
وقال دوباى "نحن نعلم أن الكربون الأسود هو عامل قوى فى تغير المناخ، ففى مطلع القرن، كانت مستويات الكربون السوداء أسوأ مما كان يعتقد فى السابق"، معرباً عن أمله أن تساعد هذه النتائج علماء المناخ والغلاف الجوى على فهم أفضل لآثار الكربون الأسود على المناخ.