سلط موقع gizmodo"" الأمريكى فى تقرير جديد، الضوء على تقصير مكتب التحقيقات الفيدرالى فى إنذار عشرات المسئولين الأمريكيين بأن القراصنة الروس يحاولون اختراق حساباتهم الشخصية، على الرغم من وجود أدلة بشأن هذه المحاولات منذ عام على الأقل.
إذ أجرت وكالة أسوشييتد برس تحقيق استمر شهرين وشارك به فريق صغير من الصحفيين لفحص قائمة أهداف "فانسى بير"، وهى مجموعة روسية تتعامل مع التجسس الإلكترونى، والتى تم توفيرها من قبل شركة سيكوروركس للأمن السيبرانى.
وأظهرت التحقيقات السابقة كيف تعمل مجموعة القراصنة فى محاذاة وثيقة مع مصالح الكرملين لسرقة عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكترونى من الحزب الديمقراطى، إذ تسببت حملة القرصنة فى التلاعب بالانتخابات الأمريكية عام 2016 وألقت بظلالها على رئاسة دونالد ترامب، التى تقول وكالات الاستخبارات الأمريكية أن القراصنة كانوا يحاولون مساعدته على الفوز.
ونفت الحكومة الروسية التدخل فى الانتخابات الأمريكية، ويقود المحامى الخاص روبرت مولر تحقيقا فى التواطؤ المزعوم بين مساعدى ترامب وروسيا، وقد صدرت لوائح اتهام بشأن هذا الأمر.
وأظهرت المقابلات التى أجرتها وكالة أسوشييتد برس مع ما يقرب من 80 شخص من المستهدفين من قبل مجموعة فانسى بير، أن شخصين فقط منهم تم إنذارهم من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالى بمحاولات الاختراق، حتى كبار الساسة اكتشفوا أنهم كانوا أهدافا فقط عندما أخبرتهم وكالة أسوشييتد برس.
وقال فيليب راينر، المدير السابق فى مجلس الأمن القومى، أبلغته الوكالة بأنه كان مستهدفا فى عام 2015: "عليك أن تخبر شعبكـ يجب أن تحمى شعبك".
ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالى الإجابة على معظم الأسئلة التى طرحتها الوكالة حول كيفية استجابتها لحملة التجسس، وقدم المكتب بيانا قال فيه: "إن مكتب التحقيقات الفيدرالى يخطر بشكل روتينى الأفراد والمنظمات بمعلومات تهديد محتملة".
وقال ثلاثة أشخاص على دراية بهذه المسألة - بمن فيهم مسئول حالى ومسئول حكومى سابق - أن مكتب التحقيقات الفيدرالى كان يعرف منذ أكثر من عام تفاصيل محاولات "فانسى بير" لاختراق البريد الالكترونى لمجموعة من المسئولين.
ورفض مسئول كبير فى مكتب التحقيقات الفيدرالى، لم يأذن له بمناقشة العملية علنا، التعليق على التوقيت، لكنه قال إن المكتب لم يكن قادرا على استيعاب عدد محاولات الاختراق.
وحددت الوكالة أكثر من 500 شخص أو مجموعة مقرها الولايات المتحدة، وتوصلت إلى أكثر من 190 شخصا، وأجرت مقابلات مع ما يقرب من 80 شخصا، وكان الكثيرون متقاعدين منذ فترة طويلة، ولكن حوالى ربعهم كانوا فى الحكومة وقتها أو يحملون تصاريح أمنية وقت استهدافهم.
وأكد اثنان فقط للوكالة علمهم عن محاولات القرصنة على حسابات جى ميل الشخصية من مكتب التحقيقات الفيدرالى، بينما اتصل مكتب التحقيقات الفيدرالى بعدد أخر بعد نشر رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بهم فى سيل من التسريبات التى حدثت خلال انتخابات عام 2016، وحتى يومنا هذا، لم يسمع بعض ضحايا التسريب من المكتب على الإطلاق.