تواصل فيس بوك محاولاتها المستمرة لمعرفة تأثيرها على الحياة المدنية، حيث تعترف الشركة بعدم قدرتها على ضمان قدرة وسائل التواصل الاجتماعى بشكل عام على خدمة الديمقراطية، لكنها تحاول قدر استطاعتها وقف التأثير السيئ لها على الديمقراطية وفقا لما نشره موقع The Verge الأمريكى.
وقالت الشركة فى مجموعة من المشاركات المختلفة على المدونة الرسمية لها، إن عددا من المسئولين عن فيس بوك والخبراء الخارجين يقيّمون تأثير الشركة على الانتخابات، والسياسة الحزبية، والأخبار الوهمية وغيرها.
فيما قالت "كاتى هارباث"، مدير السياسة العالمية فى فيس بوك ومدير التوعية الحكومية:" كانت هذه هى اللحظة التى بدأت فيها الشركة التعرف على تأثيرها على الديمقراطية، من أجل معرفة الأفضل أو الأسوأ"، مضيفة أنه "بداية من ثروات الربيع العربى إلى حدوث انتخابات قوية فى جميع أنحاء العالم، تم اكتشاف دور وسائل التواصل الاجتماعى الإيجابى، إلا أن الانتخابات الأمريكية الأخيرة غيرت ذلك، من خلال التدخل الأجنبى الذى كان ينبغى على فيس بوك حينها أن تكون أسرع فى تحديد ارتفاع نسبة الأخبار الوهمية والكاذبة".
وفى منشور آخر قال "ساميد تشاكرابارتى" أحد مديرى فيس بوك:" رغم الإيجابيات التى يوفرها فيس بوك من إبقاء الناس على اطلاع بالسياسة العامة للمجتمعات فضلا عن كونه مكان للمناقشة، إلا أنه تقع على فيس بوك مهمة أخلاقية لفهم كيف يستخدم البشر تلك التكنولوجيا وما الذى يمكن فعله لجعل مجتمعات مثل فيس بوك موثوق بها وتمثل الجميع قدر الإمكان".
ومنذ نوفمبر 2016، ركز فيس بوك على معالجة مثل هذه القضايا بطرق ملموسة، حيث قامت الشبكة هذا الشهر بإعادة تصميم شريط الأحداث وتقليل محتوى من وسائل الإعلام لصالح عرض مزيد من نشاط الأصدقاء، كما سيبدأ المستخدمين فى اختيار المصادر الإخبارية التى يثقون بها، وقال زوكربيرج "نحن نشعر بمسؤولية للتأكد من أن خدماتنا ليست مجرد أداة ممتعة للناس، بل أيضا يجب أن تكون جيدة لهم".
ومع ذلك، يمكن القول إن هذه التحركات تؤدى أيضا إلى تفاقم المشاكل القائمة، فإذا كان المستخدمين سيحصلون على أخبار أقل من مصادر الأخبار، فإنهم أكثر عرضة لتبادل القصص المثيرة، كذلك فإذا حصل المستخدمين على حق اختيار مصادر الأخبار الأكثر جدارة بالثقة، فما الذى يمنعهم من التصويت ببساطة بما يتماشى مع المواقع التى تدعم رؤيتهم العالمية وهو ما يعنى تحيزهم لبعض المصادر دون غيرها.
وأوضح "تشاكرابارتى" :"إذا كان هناك حقيقة واحدة أساسية حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعية على الديمقراطية فهى أنها تضاعف نية البشرية - سواء كانت جيدة أو سيئة، وأتمنى أن نضمن أن تتفوق الإيجابيات على السلبيات ".