نصف الدنيا، الأم الحنون، أرملة الشهيد، أصل الجمال فى الحضارة الفرعونية كلها كلمات أثقل من بعضها البعض فى استهلال مقال موجه لنساء مصر.
على مر العصور كانت المرأة المصرية هى الصخرة التى تتحطم عليها هموم الشعب المصرى فكلنا نذكر صفية زغلول من أول 1919 م إلى كل امرأة شاركت فى ثورة الثلاثين من يونيو عندما سلط الضوء عليهن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى مادحا كل أصالة وجدت فى المرأة المصرية، ذلك اليوم متحملة كل المشاق.
يتحمدون المرأة اليابانية وكمال صفاتها ولكن لا أرِى عدلا فى مقارنتها بالمرأة المصرية. فالمرأة اليابانية وغيرها من نساء العالم الأوروبى يعملن فى ظروف أحسن بكثير سواء مادية أو اقتصادية ولكن المرأة الوحيدة التى تحملت كل أنواع التحديات فى أن واحد هى المرأة المصرية فتحملت المشقات المادية بجانب الحروب بجانب مرارة فقدان الزوج أو الابن أو الأب. لذا فإن كان هناك تصنيفًا عالميًا لوضعت المرأة المصرية الأولى على الأخريات.
ولكن يصدمنى اليوم بعض التصريحات الواهية من قلة قليلة من شابات صغيرات فى السن – ربما لم تعشن تلك التحديات منذ فجر التاريخ الحديث - أو ربما فراغ بعض الوقت وقلة المشقة فى حياتهن جعلتهن يخرجن لنا على صفحات التواصل الاجتماعى تنادين بمقاطعة الانتخابات مثلا أو تنقدن ارتفاع سعر مستحضر تجميل أو حتى سلعة أساسية حتى لا نسفه من الأمر
ولكن هل يا عزيزتى رأيتى شهد ولمياء ونادية؟
بالطبع أغلبنا لا نعرفهم وربما نعتقد أنهم أبطال فى الدراما ولكن الحقيقة أنهم أبطال فعلا، ولكن أبطال تراجيديا حياتية مريرة ، كانوا شابات فى ريعان العمر.. كانوا فتيات مثلنا مثلهن يذهبن للجامعة ويرتدين أثوابًا جميلة مثلنا وينتظرن زفافهن وسط أهلهم. كانوا مثلا تمامًا عدا شئيا واحدًا.
وهو أن القدر لم يسمح لهم باستكمال حياتهن بطبيعية ولم توفق جيوش بلادهم فى ردع قوات داعش التكفيرية حتى أصبحوا جوارى تباع وتشترى أمام إخواتهم الصغار.
فـ(شهد خضر) هى الفتاة الإيزيدية التى لفظت أنفاسها الأخيرة بعد هروبها من داعش و(لمياء بشار ونادية مراد)، هما اللتان هربا من داعش وبدأوا يجوبا العالم كله كل منهما تروى مأساتها وعلى جسدها علامات تشهد بالمأساة التى تعرضت لها عوضًا عن الاضطراب النفسى الذى حدث لهما أثر الاعتداء والانفجارات..
أنهم ليسوا ثلاثة فتيات فقط بل هناك آلاف الفتيات اللواتى تم استرقاقهم، وكانوا يتمنون وهن يعضوا بنان الندم أن تعود لهم أوطانهم وأن يحميهم جيشهم حتى وأن عادوا لها وهى أرض جرداء ولكن بدون تلك الوحوش التى حطمت آدميتهم.
فيا ترى بدلا من أن نحمد الله أولا ونشكر جيشنا وقيادتنا الحكيمة التى تنبهت للأمر سريعًا وعلى الفور تم منع تسلل أى لاجئ غير معروف هويته، فعلى حدود تركيا وعند استقبال اللاجئين اعترفت الحكومة التركية أنه كان من الصعوبة التأكد من هوية كل لاجئ سواء ضحية أم داعشى!
بدلا من أن نشكل مجموعات من الفتيات بالتعاون مع الصليب الأحمر للمساعدة فى أى إصابة لجيشنا أثناء العملية الشاملة فى سيناء ..بدلا من أن نتقدم بمبادرات نسائية تدعم أبطال عملية سيناء معنويًا وكل العمليات التى تؤمن حدود بيتنا الكبير.
بدلا من كل هذا نجد ولو صوتًا واحدًا يستجيب لمقاطعة الانتخابات أو يعطى أذنه لأى تصريح خائن للوطن ؟
لا أعتقد اذا شاهدنا جميعًا مأسى النساء الإيزيديات وغيرهن من نساء سوريا والعراق الأشقاء أننا سنستطيع بعدها منع أنفسنا من رد الجميل لمصرنا الحبيبة ..لا أعتقد أننا سنتخلى جميعًا عن أداء واجبنا الوطنى فى الإدلاء بأصواتنا فى الانتخابات وهى أبسط مهمة وأبسط صورة لرد الجميل بل أقل واجب وطنى على كل فتاة وامرأة صينت كرامتها، وحٌفظ شرفها وتوفرت لها البيئة الصحية لتكون وزيرة وسفيرة وأم ناجحة آمنة ولم يكتب على عرضها فى أسواق النخاسة: للبيع!