عفواً عزيزى يامن تخبرنى دائماً أن الكلمة الأولى والأخيرة لك وعندما أسالك لماذا ؟! تخبرنى وبمنتهى السذاجة لأننا ياعزيزتى نعيش فى مجتمع ذكورى !!
لا أعلم من الذى وضع تلك المفاهيم بداخل عقلك الصغير أو كيف كانت نشأتك وأنت تعتقد أنك كل المجتمع رغم أننا نمثل نصف المجتمع .
لا أعلم من الذى أعطاك حق إلقاء الأوامر دون أن تنفذ منها شيئاً وإذا سألتك لماذا ؟! تخبرنى إنك رجل ولا أعلم ايضا كيف تفتخر بأنك رجل وأنت فارغ لا تفعل شئ يحسب لك.. لا أعلم لما تعتقد أنك ذو شأن عظيم لمجرد كونك رجل ؟!
دعنى أخبرك عدة أشياء عزيزى الرجل :
- أنا تلك الفتاة المدللة التى كان يخبرها الجميع أنها فتاة لها حق التدلل ورغم هذا خرجت من بيتى المدللة فيه لأثبت نفسى أثبت للعالم كله أننى أستطيع .. أنا التى أحلم بتحقيق ذاتى وتحقيق أحلام أتمنى حقاً الوصول لها وسأصل .
- تلك المفكرة والكاتبة الصحفية والسياسية المدرسة والمنظمة الوزيرة الطبيبة المهندسة العالمة المحاسبة المديرة ,انا تلك التى تبحث عن المستحيل وتفعله ,انا تلك التى تستطيع ان تهتم بك وبنفسها وبأطفالها وبمنزلها وايضاً تنجح وتترقى فى عملها بينما أنت لا تفعل شئ إلا العمل وتخبرنى أنك تتعب من أجل حياتنا عن أى تعب تتحدث !! فلنتبادل الأدوار أعمل أنا فقط وأنهى عملى وأجلس على المقهى ثم أعود للنوم ولتعمل أنت ولتهتم بالأطفال والمنزل ولتحافظ على بيتنا لتعلم من منا يتعب أكثر .
- أنا تلك التى تفعل ماتقول ولا تتحدث فقط.. أنا التى إن أعطتك وعد فعلت المستحيل لتنفيذه.. أنا التى تقف وتسند نفسها بنفسها دون مساعدة من أحد وكثيراً ما لا تشعر بحاجتها للمساعدة من الأساس .
- أنا تلك اللى تضحى بسعادتها وراحتها وأحياناً بأحلامها من أجل راحة كل من حولها.. تلك الطباخة الماهرة.. تلك القدوة لأطفالها " أنا الحياة ".
- نعم أنا الحياة .. كل الحياة .. أنا التى حملت بك 9 أشهر كاملة وتحملت كل التعب والألم الجسدى والنفسى لتخرج للنور.. تلك التى سهرت الليالى فى تعبك تدعو الله كى ينقذك من دور حمى.. أنا تلك التى تسمع إلمك دون أن تتحدث وترى الدموع التى تبقيها فى عيونك عندما تتصنع القوة.. أنا تلك التى تسعى لمستقبلك وتدفعك للنجاح.. أنا المربية التى علمتك اصول الحياة وكيف تصبح إنسان.. أنا التى تفعل كل هذا دون مقابل.. التى تحبك من كل قلبها فقط لأنك " إبنى "
- انا التى أحبتك رغم كل الكراكيب التى لا تستطيع ترتيبها أو حتى الاعتراف بها ,انا التى اخذت بيدك لتعيش الحياة ,انا التى وضعت معك حجر الأساس لبناء بيتنا ,انا التى اقلق عليك ان غبت عن عينى بضع ساعات ,انا التى اضمك فانسيك كل هموم الحياة ,انا التى اسمعك بكل اهتمام ,انا التى تضحك معها من قلبك رغم كل مايوجعها ,انا التى إن شكوت من شئ فعلت المستحيل لتبعده عنك ,انا تلك التى تحبك دون مقابل فقط لأنك " زوجى "
- انا ابنتك ,انا التى وضعنى الله فى حياتك كى أنيرها واصبح الشئ الحلو فيها ,انا تلك الحنونة التى اخاف ان اخسرك ,انا تلك التى تضع قبلة على جيبينك فانسيك يومك السئ ,انا التى احمل إسمك وافتخر بكونك الرجل الأول فى حياتى ,انا التى ابكى تعبك وادعو الله ان يبقيك فى حياتى ,انا التى تحبك دون مقابل فقط لانك " أبى "
- انا التى اصنع لك كل ماتحب اقف فى وجه الجميع وادافع عنك ,انا التى كنت احميك فى صغرك عندما نذهب للمدرسة ,انا التى كنت اخفى مصائبك عن أمنا ,انا التى كنت تأتى لها فى صغرك لتخبرها إنك خائف فتأخذك فى حضنها لتنام بأمان ,انا التى كنت تبكى ولا يستطيع احد ان يجعلك تغفو غيرى انا ,انا التى كنت احكى لك كل القصص كى تنام ,انا التى كنت تلجأ لها لتفكر معك ,انا التى فعلت كل هذا دون مقابل فقط لانك " اخى ".
ثم يأتى من يخبرنى اننى لا استطيع يأتى من يفرض أفكاره المسممة على عقلى ويطلب منى تقبلها دون حتى نقاش ,انا إنسان افكر واقرر ,انا لست كائن ضعيف تستقوى عليه انا كائن قوى يكمل حياتك ,انا اعمل معك فى نفس المكان وكثيراً مااتفوق عليك ,انا احميك كثيراً من الناس ومن نفسك واحياناً ماإريك كل ما لا تراه عينك خلقنى الله ذو مشاعر كبيرة لأحتويك فى غضبك لأحميك احياناً من نفسك لأحبك دون أن انتظر المقابل منك .. فلتقف لثوانى مع نفسك أيها الرجل الشرقى ولتعقل الكلام قبل أن تخبرنى إننا نعيش فى مجتمع ذكورى وأنت صاحب السلطة المطلقة فيه ولك الكلمة الأولى والأخيرة .