لا تحزن ما دام الله معك، نعم فمن غير الله يفك كربك، يتولى أمرك، من غير الله سيحول حزنك إلى فرح، وضيقك إلى فرج، من غير الله قادر على تغيير مجريات حياتك، فلا تلجأ لأحد غير الله، لا صاحب ولا حبيب. لا حكيم ولا طبيب فالله هو الغنى عن العالمين، ولكن ما يحزنك؟!! اتحزن لأمر من أمور الدنيا أم تحزن لأمر من أمور الآخرة؟!! أتحزن لقلة مال أو ولد؟ أم تحزن لعدم التزام وتفريط فى حق الله من معاصى وذنوب، فوالله لو كنت تحزن لأمر من أمور الدنيا فالدنيا فانية، وإن كنت تحزن لأمر من أمور الآخرة فهى آتية آتية فأترك الفانية لكى لا تكون من أهل الهاوية واعمل لأمر الآخرة فوالله هى المنجية، ولتكن واثقا فى قدرة الله مؤمنا بقضائه راضيا بحكمه، واعلم أن لك رزقا لن يأخذه أحد غيرك فليطمئن قلبك، مال ولد زوج حب صحة عافية فكل هذا رزق، ولماذا تتعب نفسك والله جلاله يقول "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" فهذا كرم أكرم الأكرمين، فلا تجعل الدنيا أكبر همك، فما عليك إلا أن تعمل وتسعى وتتعب بجسدك وجوارحك تتوكل، أما أمور الآخة، فالالتزام ليس بالصلاة فقط، فالصلاة هى الصلة بينك وبين الله عز وجل، ولكن لابد أن تتبعها بالأخلاق الطيبة والصفات الحسنة فلا تنم ولا تغتاب ولا تنظر إلى ما حرم الله، صل رحمك تغاضى وسامح واعفو واجبر الخواطر، كن طيب الخلق واللسان، تصدق من مالك على الفقراء والمساكين وابن السبيل، جاهد فى سبيل الله بنفسك ومالك وولدك، لا تسكت عن الحق .
وأخيرا لا تجعل سعادتك تتوقف على شخص فالأشخاص راحلون ومن قبل رحيلهم متغيرون فلا أحد يستحق أن تبنى سعادتك عليه، كن لنفسك واترك أمورك كلها لله.