ندخل بإرادة حرة متاهة الطمع والجشع فلا نشبع ولا نرضى عن أحوالنا كوننا نريد كل شيء فنبقى ساخطين حتى نهاية رحلتنا، فنترنح فى الحياة ونستمر فى حالة من الضيق والبؤس والشقاء نتيجة عدم انسجام رغباتنا مع قدراتنا وإمكاناتنا، فإذا اقتصر الإنسان فى طموحه وأحلامه وأهدافه فيما يأمل ويريد، على الحد الذى يستطيع تحقيقه، عاش بنفس مطمئنة راضية شاكرة سعيدة فى الحياة.
يقول فريدريك كيونغ: "نحن نميل إلى نسيان حقيقة أن السعادة لا تأتى نتيجة حصولنا على ما لا نملك، وإنما بإدراك وتقدير ما نملك."
أصحاب الرسالات والعلماء والمفكرين والمصلحين، لم نعرف قدرهم بما تركوه من مال وإنما بسبب عطائهم للبشرية ورضا نفسهم فقد عرفوا كيف يستخدموا ويستفيدوا من نعم الله دون أن تكون غاية دون أن يقعوا فى فخ تكديس الثروة والافتنان بها فقد ارتفعوا فوق أنفسهم وضعفاتها فقط أخذوا ما يكفى للتعايش ولم يتجاوزا احتياجات البقاء، فثروتهم كانت فى أنفسهم وليس فيما يملكون.
يقول ماهاتما غاندى: "تقدم الأرض ما يكفى لتلبية حاجات كافة البشر، ولكن ليس بما يكفى لتلبية جشع كافة البشر."
سر بمبدأ كلما زادتك قناعتك كبر طموحك لذلك تكمن سعادتك فى الرضا وفى قبولك لذاتك وللآخرين مما ينعكس عليك بالمحبة والسلام والتوافق النفسى، لتخرج من شرنقة رغباتك وشهواتك لترتقى بنفسك لذلك أجعل لك هدف سام فى الحياة تضع فيه أفضل ما لديك من قدرات وطاقات وتضحى من أجله مما يجعلك تحافظ على تكامل ذاتك ويشعرك بالاستقرار والانسجام.
يقول بيلى غراهام: "عندما تفقد الثروة فلا شيء يفقد، وعندما تفقد الصحة فبعض ما قد فقد، وعندما تفقد ذاتك فكل شيء قد فقد."