ماذا سيكون بعد أن فقدنا كل إمكانيات الحداثة. ماذا بعد إذا استيقظنا صباحا وقد وجدنا أننا فقدنا كل وسائل الاتصال الحديثة، نضب البترول، انقطعت الكهرباء.
كيف سيكون حالنا إن علمنا أن أحد أقاربنا قد أصابه المرض هل سنزوره فلم يعد فى الإمكان أن يوجد موقع من مواقع التواصل الاجتماعى لكى يضع منشور يقول فيه أنه مريض (أو يشعر بالمرض - مشاعرنا الافتراضية التى تصدق بها علينا مارك - فلربما يرد عليه أحدهم بتعليقه شفاك الله وعفاك وقد تكون الطامة أن يضغط أحدهم إعجاب لهذا المنشور بدون أن يفكر فى معنى هذا الإعجاب -هل يعجبه أن صديقه فى هذا العالم الافتراضى أنه مريض! -ولكن الإدمان قد ينسى المعانى بعض الأحيان.
وإن اردنا أن نسافر إلى دولة اخرى أو حتى إلى مدينة أخرى فى نفس دولتنا، فكيف سيكون حالنا بعد أن نفذ كل مخزون البترول الذى يسير كل وسائل مواصلتنا وكنا نقيم الحروب من أجله هل سنركب الحمير والبغال ونهيم على وجوهنا فى الطرقات ونتغنى بها كما كان يفعل الأقدمون، هذا بعد أن كان العالم كله قرية صغيرة يسير فيها الراكب من شرقها إلى غربها من اقصها إلى أدناها فى اقل من يوم واحد
ماذا سيكون بعد أن اردنا أن نتسامر بالليل هل سنظل قابعين أمام ذلك الصندوق الصغير فى زاوية حجرتنا الذى كان بمثابة نافذة لنا إلى كل أنحاء العالم، فكيف سيدور الحال بعد أن انقطعت الكهرباء، هل سنرجع إلى نادينا نادى الخير الذى كان يجمعنا تحت ظل القمر وهدى النجوم فنتشارك الآراء والمشاعر الحقيقية وليست الافتراضية الخيالية
ربما يتسامر الأطفال أيضا فى ناديهم بألعابهم القديمة هل ما زالوا يتذكرون -السيجة - ربما -الحجلة- لأخواتهم الفتيات فلم يعد هناك العاب إلكترونية تستقطبهم وتستحوذ على خلايا دماغهم خليه تلو الأخرى.
أخيراً لقد استيقظت على هاتفى يرن وبعد أن أجريت المكالمة فتحت الانترنت لا تفقد هل من جديد
ولكن يظل هذا السؤال البديهى يدور فى عقلى "ماذا بعد؟!......"