ظاهرة خطف الأطفال، ليست ظاهرة غريبة فى مجتمعنا فلطالما كنا نسمع عن تغيب أطفال ولا نعلم كيف تغيبوا، ولكننا كنا نسمع أنهم ليسوا مختطفين، أما الآن فكل متغيب هو مختطف من أحدهم، لم تعد ظاهرة بل مرض تفشى وأصبح كالوباء، ولا أحد يعلم من السبب فى هذا الوباء..
جريمة أصبحت تشبه مسلسل حلقاته معادة يوميا وكأن هناك أيادى تعمل فقط على خطف الأطفال، أو عصابات تتخصص فقط فى اختطاف الأطفال.
اعتدنا أن نسمع هذا الخبر يوميا، طفل غائب عن منزله، أو طفل مخطوف، أو هذا الطفل وجدوه مع أحد المتسولين يتاجر به ولا أحد يعلم من تركه أو كيف وقع فى يد هذا المتسول.
سلسلة من الآلام تعتصر قلوب من يسمعها، وأمهات يقتلها الوجع عندما تفاجأ بأن ابنتها أو ابنها اختطفه أحد المجرمين، تنام والدموع تملأ عيونها على فلذة كبدها الذى يختطفه أحدهم تاركا لها الدموع والحسرة والألم، ومليون سؤال يعتصر قلبها:
هل مات ولدى؟، هل جائع؟، هل ينام فى الشارع فى البرد؟، هل يضربه أحدهم؟، هل سأجده يوما؟
والنهاية دموع وسؤال من الله أن يلهمها الصبر وهى على أمل أن تجد طفلها.
قصص تحبس الأنفاس وتقتل القلب من الألم يوميا، وضعت نفسى مكان كل أم تغيب ابنها عن حضنها وعن بيته وتخيلت ماذا لو كان ابنى أنا؟ قلبى اعتصره الألم لمجرد التفكير فى ذلك.
نعم، فمن يقرأ كلماتى الآن بالتأكيد يقرأ عن تلك الجرائم يوميا ويتساءل:
ماذا لو كان ابنى مكان هذا الطفل؟، ماذا لو ابنتى خرجت ولم تعد ولم أسمع خبرا عنها شهورا؟
كلنا معرضون لمثل هذه الجريمة، فالواضح أن من يختطف الاطفال لا يبالى إذا كان غنيا أو فقيرا، فكل طفل له فائدة عند المجرمين!
تلك الجريمة التى يعتبرها الآباء والأمهات الذين اختطف أحد أبنائهم، جريمة أشد من القتل أو السرقة.
يا من بيدكم الأمر أتوسل إليكم باسم كل أم وكل أب أن تجدوا حلا لتلك الجريمة، وأن تضعوا أنفسكم مكان آباء وأمهات يقتلهم ألم فقدان أطفالهم، وأن ترحموا أطفالا ليس لهم ذنب فى أن يبتعدوا عن أحضان عائلاتهم ..
هل سنجد من يضع نفسه مكان كل أم وكل أب يقتله الألم يوميا؟، وهل سنجد من يشعر بتلك المعاناة؟.