الثامن من مارس هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم بإبتسامة لطيفة وضحكات عالية يحتفل بخجل وبجرأة ، يوم حواء التي جمعت كل المعاني والمتضادات حواء الأم والأخت والإبنة والجدة ،الصديقة والحبيبة والزوجة تلك الكائن الذي وإن كان ضعيفآ إمتلك كل عناصر القوة ، ظلمت حواء بإن يكون لها يوماً واحدا في السنة ،كان لابد من الإحتفال كل يوم بكل واحدة منهن علي حدة لإنها عالم بشخصها داخل عالم كبير .
" يوم المرأة العالمي " لا يذكر بعد هذا المصطلح أي تعريف ولا تخصيص كالقول علي سبيل المثال بأن هذا اليوم خصص لفئة من النساء دون الآخري أو ديانة دون الآخري أو لون أو عرق أو أي من المعتقدات بشكل عام ، لم ولن يخصص اليوم للمحجبات دون غيرهن ، لم ولن يحتفل بالأجنبيات دون العربيات ، لم ولن يحتفل بالوزيرة والرئيسة دون ربة المنزل .
منذ عدة أيام إنتشرت صورة علي موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك تحمل الصورة عدد من الفتيات يختلف شكل ملابسهن سواء من أشكال ملابس المحجبات أو الغير محجبات منهن ، قرأت عدد من التعليقات علي الصورة جاءت أغلبها مجدية وتحمل الكثير من الإيجابية ، ولكن لفت إنتباهي تعليق لشخص ما ، أثار دهشتي بل غضبي ، كتب علي الصورة " وآخرهن جميعاً في المطبخ " ، حقيقة لا أفهم ما هو العيب في المطبخ أو إعداد الطعام حتي نسمع كثيراً من المصطلحات علي غرار هذا المصطلح ، وأي شئ يعيب إمرأة إختارت أن يكون عملها في بيتها وفي مطبخها ، وماالخطأ آيضا في أن تستمر المرأة العاملة في العطاء في الخارج وفي الداخل ، إذا كان هذا إختيارها وحريتها الشخصية ، راضية ومستمتعة بذلك ، أري أنه شئ لابد أن نكافئ عليه ، بدلاً من أن ننعت به ، أوجه الحديث أيضاً الي بعض النساء حتي لا يكن عدوا لغيرهن من الغير عاملات التي تنتقد العاملة والعاملة والناجحة في مجالات الحياة التي تنتقد ربة المنزل في أن مكوثها في البيت يعد فشلا ، أرجوكن أن تتركوا الحرية لكل منكن تسعد بخياراتها وفي الطريقة التي سلكت .
وأخيراً وليس آخر الحديث عن " النصف الحلو " اليكن جميعاً هذه الإحتفالات وهذا اليوم الي تلك التي باتت باكية لسبب ما والتي ضاع لها حلماً وسط جدران التخلف المجتمعي والعنف والتي تحمل من الهموم الكثير وعلي عاتقها من المسؤوليات أكثر ، إلى كل سيدة عاشت مكافحة من أجل توفير حياة أفضل لها ولغيرها والي تلك التي إعتمدت القوة والسعي منهاج حياة ، الي ربة المنزل والمعلمة والطبيبة والوزيرة والرئيسة وعاملة النظافة والصحفية والطالبة إلي كل من تعطي شئ وتضع بصمة في أي مكان في هذا العالم ، الي البيضاء والسمراء والحنطية الي كل وجه عابس ووجه ضاحك ووجه جرئ ووجه خجول ، الي المسلمة التي كرمها الإسلام وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم " إستوصوا بالنساء خيرآ " والي المسيحية التي كرمتها الكنيسة علي مدي تاريخها بإسناد المهام الشاقة والسامية إليها ، الي من تحمل معتقد ما وديانة ما ، الي كل تاء مربوطة علي وجه هذه الخليقة ، لكن جميعاً كل الحب والتقدير والسعادة ، فإننا جميعاً نستحق .