المراقب لما يحدث على الساحة الدولية يتملكه العجب والاندهاش، إذ لا يمكن لدويلة صغيرة وفقيرة فى كل شئ الا المال كقطر أن تلعب دورا فى منطقتنا بل فى العالم مالم تكن مسنودة بقوة أو قوى كبرى، على رأسها أمريكا، التى برعت قبل ذلك فى اقناع العراق باحتلال الكويت لتؤلب عليها العالم العربى وتقود تحالفا تحت عنوان عاصفة الصحراء لإجبارها على الانسحاب، ثم بعد ذلك فبركة الأسباب التى تقنع الدول الأوروبية بضرورة اسقاط صدام حسين نفسه حتى يتخلص العالم من تهديداته الكيماوية وأسلحته الأخرى الفتاكة، وتسقط الديكتاتورية ، فينعم العراق بالأمن والأمان والديموقراطية !!
لنكتشف بعد ذلك انها مزحة وأن العراق - صدام - الموحد اصبح مشروعا للتقسيم ومفرخة للدواعش الذين يهددون المنطقة والعالم بأسره ؟! والأن أمريكا تلعب لعبة أخرى لتنجح خطتها فى إيجاد شرق أوسط جديد، فنحن نرى تدخلها فى شئون سوريا وليبيا عن طريق ربيبتها قطر لفصل عفرين فى سوريا وفزان فى ليبيا ، وهى لن تتردد فى فعل اى شئ حتى لو تنافى مع القيم والأخلاق التى تنادى بها لتحقق ما تريد، وهى لن تحققه مالم نساعدها نحن على ذلك ، فهذه امريكا التى تحارب الارهاب - فى الظاهر - ولأسباب لم تعد غير مفهومة تقف مع قطر التى قاطعتها مصر والسعودية والامارات والبحرين ودولا اخرى عربية لتمويلها وايوائها للإرهابيين ، فمالم تكن قطر ترسا مهما فى آلة الغدر والتمزيق الأمريكية للدول العربية خاصة مصر والسعودية ، للفظتها أمريكا وداست عليها بالأقدام ، واشترت خواطر تلك الدول خاصة مصر والسعودية .ولكن بإذن الله سوف تفشل محاولات المتآمرين طالما توحدت رؤى البلدين الأكثر تأثيرا فى المنطقة ، مصر والسعودية ؟