إن كل تلميذ يجلس أمام المعلم هو نتاج أسرة ، قد تكون هذه الأسرة سعيدة ويسود الود فى أجواءها ، فينعكس ذلك على التلميذ فتجده منشرح الصدر متفائل ، ينظر لكل شئ نظرة ملؤها الأمل ، كما أن اهتمام الأسرة ومتابعتها للابن يجعله فى نطاق المسؤولية فيحرص على متابعة المعلم والانتباه داخل الفصل لأنه يعرف أن هناك من يتابعه ويهتم به ويشجعه لا سيما الأب والأم فيحاول أن يفعل ما يرضيهما ، وأما الأسرة التى يغلب فيها الاختلاف وتبتلى بالمشاكل الأسرية أو غياب دور الأب لانشغاله بعمله ، أو ربما انفصال الوالدين وغيرها من هذه الأمور تجعل الطفل فى حالة يرثى لها ، يمتلىء بطاقة سلبية وشحنة من الغضب لأنه لم يجد الاهتمام والمتابعة ، لم يجد الأب الذى يحبه ويتابعه أو الأم التى تحنو عليه وتهتم به ، لكنه رأى المشاكل بينهما ، رأى الكراهية و عدم احترام الاخر ، فماذا تتوقع من هذا التلميذ إلا أن يعترض على هذا الوضع فيفرغ كل هذه الطاقة السلبية فى شغبه داخل الفصل ، إنه ليس طالب مشاغب بل هو ضحية لأسرة لم تقم بدورها تجاه ابنهم هذا وعلى المعلم أن يتقرب منه ليعرف سبب شغبه فلربما وراء شغب هذا التلميذ ظروفا أسريا تشحنه بالطاقة السلبية التى يقوم لا اراديا بتفريغها داخل الفصل من خلال الشغب ، وكما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب