بحثت كثيراً لكى أتعلم فنون الإتيكيت والتعامل السليم واكتساب محبة الآخرين، ورأيت الكثير من النظريات التى إذا تم استخدامها بشكل سليم سأصبح ذلك الشخص المحبوب والذى سينجذب الجميع إليه، فتعلمت أنه لكى أقوم ببناء علاقات سليمة يجب أن أبتعد عن العلاقات والمشاعر الإلكترونية ومحاولة البحث عن صداقات حقيقية، مع محاولة اكتساب ودهم واحترامهم بأن أصبح مستمعاً جيد لا أقاطع حديثهم أبداً لحين انتهائه، وأن أُظهر الود والاحترام للصغير مثل الكبير، وأن أكون حنوناً على الجميع ولا أنتقد كثيراً ولا اُكثر من الجدال فى المواضيع دون جدوى، كما يجب أيضاً أن أتحلى بالابتسامة والروح الإيجابية باستمرار، والكثير من الأمور المفيدة جداً فى التواصل الجيد مع الآخرين، فدائماً كنت أسعى لكى أصبح شخصاً مثالياً، ولكنى اندهشت حين رأيت أن البعض لا يرضيهم حتى الشخص المثالى المنضبط فى وسط عالم من الفوضى فهم يشعرون بالسعادة فى الفوضى، وبعد أن أصابنى شىء من الإحباط بأنى لن أستطيع أن أكتسب محبة الجميع مهما فعلت، تعلمت أن هذه هى طبيعة البشر.
وفى كثير من الأحيان كنت أشعر بالوحده، ولكننى قررت أن أملأ فراغ وحدتى بطريقه أخرى أكثر نضجاً، فقررت تجربة الاقتراب إلى الله، فهو قد دعى جميع المتعبين والمساكين ومن يشعرون بالوحدة ولا سنيد لهم لحياه أخرى أكثر راحة وسعادة، وإذ بحياتى قد تغيرت ووجدت معنى جديد للحب الحقيقى المشبع الذى يملأ النفس بل ويفيض أيضاً على الآخرين، فاطلبوا الله وادعوا له باستمرار فهو حقاً قريب لكل الذين يدعوه.