محمد كمال الدين يكتب: إلى متى سنظل ضالين الطريق؟

إلى متى سنظل نعيش على ذكرى الماضى نبحث فى غوره على ما يبرر فشلنا الذريع فى تخطيط حاضرنا ومستقبلنا؟ إلى متى يسيطر علينا هوس الحضارة والتاريخ وما يحويه من عظمة أجداد تحدوا الصعاب فى ماضيهم وحاضرهم على الرغم من أن الفشل كان يحاصرهم ولم ينسوا هؤلاء مستقبلهم فبنوا لأنفسهم تاريخ مشرق سجل نجاحهم بأحرف من نور؟ لم يكن يعلم الأجداد أن الأبناء والأحفاد سيقفون مكتوفى الأيدى عند ذلك الحد وينتحبون فقط عندما يسبه أحد أو يخدش حياءه؟ !! لم يكن يعلم الأجداد أن التكنولوجيا التى افتقدوها عند بناء حضارتهم العظيمة الشامخة التى سجدت لها كل الحضارات إجلالا وتقديرا عبر قرون من السنوات ستقف عائقاً وحائلا أمام تقدم الأبناء والأحفاد وأنهم سيمكثون عاجزين عن تسخيرها لخدمتهم وخدمة بنى جلدتهم من وطنهم وأنهم سيكتفون بدور المشاهدين الصامتين الذين لا حول لهم ولا قوة؟ ماذا نحن بفاعلين .. هل سنظل إلى متى ضالين الطريق؟ إلى متى سنظل نبكى على اللبن المسكوب ونعلم يقيناً أنه قد سكب ولا نبحث عن طريقة أخرى لبديل عنه أو وسيلة أخرى لمنع سكبه مرة أخرى؟ إلى متى لا نفيق من نومنا الثبات والعميق لنرى ما وصل إليه العالم من حولنا من تقدم فى كل شىء وصنع حضارة فاقت مئات المرات حضارة أجدادنا فى الماضى؟ دعونا من البحث بعيداً عن ذلك ولننظر على مدى البصر القريب وما وصل إليه حال إخوتنا وأشقائنا من تحولهم من حياة البدوية القديمة إلى حياة المدنية العصريه وناطحات السحاب؟ ماذا نحن بفاعلين أيها المصريين؟ لسنا بفاعلين شيئاً بل على الأريكة قاعدين وللأحلام والفرج منتظرين وعلى من حولنا مشاهدين !!!! نعم لقد ضللنا الطريق بعدما كنا قد أضأناه للعالم والإنسانية جمعاء على مدار قرون من الزمان ووضع الأجداد بصماتهم فى كل مكان ...

بل مما يملأ القلب حسرة أسى بها من الحزن قد اكتسى أننا مازلنا نضيئه بعلمائنا وعقولنا الفزة والنابغة التى حاربناها وشكلنا أمامها العديد من العقبات من أن نستفيد منها فى وطننا !!!! لقد ضللنا الطريق فى حاضرنا ولم نتحسسه فى مستقبلنا حتى لأولادنا .

لقد أكثرنا من الحديث والثرثرة وتركنا العمل والمبادرة حكومة وشعبا ولا نعلم من المستفيد؟ أستطيع أن أجيب لا يوجد مستفيد بل كلنا خاسرون وإن كان بد من مستفيد طبقا للمجرى العادى للأمور فهو العدو الذى يتربص بنا وشغلنا عنه بأنفسنا وهو بنى صهيون الملعون.

لماذا نظل غاضين البصر عن التقدم الذى وصلت إليه الحروب، وأنه لا توجد الآن حروب عسكرية إلا نادرا بقدر ما هناك من حروب فكرية تغزو العقل والذات فتدمر مابهم من بنيان وكيان هو الإنسان؟ إلى متى سنظل ضالين الطريق ولا نتعلم من أخطائنا وأخطاء من سبقنا لنسجل غداً مشرقاً ونبراسا يقتدى ويهتدى به الأجيال من بعدنا وهو مما يعد فى حقيقته فكر أجدادنا؟ هل سنظل سعداء عندما ينعتنا التاريخ بالفاشلين والأوغاد الملاعين؟!!! ....نعم نحن كذلك إذا توقفنا عند ذلك .....

فلزاما علينا أن نتحسس الطريق وأن نخرج مما نحن فيه من فشل وضيق، وهى طرق سهلة قد نعتقد باستحالتها لكن فى الحقيقة سهل رؤيتها كغراب قبع فى صومعة من الدقيق .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;