طَليقٌ فى الحَياةِ كَسِربِ طَيرٍ .. أبَى سَيراً كَسَيرِ السّائرينا
أصوغُ لِنيلِكِ الفَتّانِ شِعرًا .. يَطيبُ سَماعُهُ للسّامِعينا
وَنَخلٍ شامِخاتِ الرّأسِ تَبدو .. جِبالا فى عُيونِ النّاظِرينا
وَأهرامٍ بُنينَ فَليتَ شِعرى .. بِأى عَزيمَةٍ فيها بُنينا
وَطَيرٍ فى سَماءِ المَجدِ بيضٍ .. تَخالُهُمُ كَثَوبِ المُتَّقينا
وَإنّكِ يا بِلادى نَبضُ قَلبى .. وَشِعرى يُظهِرُ الحُبَّ الدّفينا
وَمِصرُ بِهذِهِ الدُّنيا ضِياءٌ .. أفاضَ العِلمَ فيها والفُنونا
رُبيتُ بِأرضِها الغَرّاءِ طِفلًا .. قَضَيتُ العُمرَ فيها والسِّنينا
إذا ما حَاقَ بِى حُزنٌ فَفيها .. جَمالٌ يُسعِدُ القَلبَ الحَزينا
وَمِصرُ كِنانَةُ الرّحمٰنِ دارٌ .. وَأهلُ الدّارِ نِعمَ السّاكِنونا
لَنا فى الشَّامِ أنسابٌ وَصِهرٌ .. نُقِرُّ عُيونَهُم دُنيا وَدينا
وُإن هُنّا عَلَيهِم لَم يُضاموا .. وَنُكرِمُهُم إذا ما أكرَمونا
وَنَعرِف لِلكِرامِ جَميلَ قَدرٍ .. وَلَسنا لِلعَشيرِ بِكافِرينا
وَلا نَرضىٰ لِأهلِ الحَقِّ ظُلمًا .. وَلَو رَضِى الخَلائِقُ أجمَعينا
وَنُقريهِم إذا نَزَلوا إلَينا .. وَنَنصُرُهُم إذا ما استنصَرونا
وَقَد شَهِدَ الحَصىٰ وَالطَّيرُ مِنَّا .. جَميلَ خِصالِنا فاستَعظَمونا