الحاسة الأولى التى تتكون عند الجنين هى حاسة اللمس ، ويعتبر حضن الأم للطفل باستمرار فى سنوات العمر الأولى من الإحتياجات الأساسية لتنشئة طفل سوى ينعكس عليه فى المستقبل بأن يصبح شخصا حنونا ودودا يظهر الحب والإحترام للآخرين. قام أحد الباحثين فى مجال الصحة النفسية للطفل بالتفرقة بين نظريتى راعى الغنم ومن يُظَغِـط البط فى التربية، فذكر إن راعى الغنم يأخُذ الحملان إلى المرعى لكى تأكل وتشرب وتلعب وتنام ، ناظراً على القطيع باستمرار حتى لا تخرج خارج المرعى ، بينما من يُظَغِـط البطه يقوم أولاً بوضعها تحت أرجله حتى يتمكن منها أولاً ومن ثم يدعوها بالإكراه لتناول نوعية وكمية الطعام التى يراها مناسبه له هو .
ومن هنا نجد إنه لم يتم إكتشاف طريقة أنسب وأفضل من التربية بالحب لكى ينمو طفلك بطريقة سليمة يمتلك فيها مقومات النجاح فى الحياة ويصبح أكثر قدرة على التعامل مع المجتمع بطريقة فعالة وأكثر إيجابية .
عليك أن تدرك إن الطفل لا يستجيب لكثرة الأوامر فالعند هى صفة أساسية للطفل ، ولكنه يريد أن يرى حنو أبويه ورعايتهم الصالحة له حتى يستطيع الإستجابة لمطالبهم بحب ، وإمنح لطفلك مساحة وحرية للاختيار وتَحَمُل النتائج فيما لا يضره ، فلا تفرض عليه باستمرار نوعية الملابس والطعام والشراب واللعب لكى تساعده أن يصبح شخص مسئول فى المستقبل.
لا تعاقب ابنك على خطأ لم تُعلِمه به مسبقاً على إفتراض أنه يدرك الصواب من الخطأ من تلقاء نفسه ، على أن يتم تقويم الخطأ فى حينه فلا تراكم مجموعه من الأخطاء ثم تفكر أن تعاقبه دفعة واحدة ، فذلك لن يصلح كثيراً من أخطاء الطفل . طريقة العقاب الصحيحة هى إخطار الطفل أولاً بأنك تحبه كثيراً ولكن لكل خطأ عقاب، ويكون العقاب مناسب لحجم الخطأ الذى فعله الطفل فلا تبالغ فى العقاب ولا تتهاون مع الخطأ. تلك الطريقه تقلل من أخطاء الطفل شيئاً فشيئاً.
الصراخ فى وجه الطفل يولد العند والتحدى، فيخبرنا الحكيم قائلاً: بالهدوء تكون قوتكم، كما إن كلمات الحُكَماء تُسمع فى هدوء أكثر من صُراخ المُتَسلِط بين الجُهال.
كما وتخبرنا إحدى الدراسات الخاصة بالتربية إن أفضل مكافأة يمكن للطفل أن يحصل عليها من الأبوين هى شعوره بأنه شخص محبوب ومرغوب فيه. إبتعد عن العنف فى التربية بقدر استطاعتك ، وقم بتطبيق استراتيجية التربية بالحب ، لتستقى لاحقا من ثمار الحب الرائعة التى تزرعها الآن بداخل قلوبهم ، فتلك هى التربية المثالية ، إنها التربية بالحب .