قد يعتقد البعض أن استخدام رجيم خالٍ من عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية كالامتناع مثلا عن تناول الكربوهيدرات (الأرز – المكرونة – الخبز – وغيرها) هو الأسلوب الأمثل لحل مشكلة زيادة الوزن، ولكن الحقيقة عكس ذلك لأن هذا الأمر ليس أكثر من مجرد بدعة غذائية تتسبب بمشكلات كثيرة للجسم.
لقد خلق الله جسم الإنسان بصورة فريدة ومميزة تعمل أعضاء الجسم بصورة تلقائية وليس هناك شىء مطلوب منك عزيزى القارئ أكثر من تلبية الجسم باحتياجاته الغذائية بصورة متوازنة وصحية وبطريقة صحيحة وإن كان هناك مشكلة ناتجة عن سوء التغذية كزيادة الوزن مثلاً فالحل ليس المنع، ولكن العودة للبداية وهى الأسباب التى أدت إلى ذلك فلا تعالج المشكلة بأخرى.
إن الامتناع عن تناول الكربوهيدرات لا يحرم فقط الجسم من الطاقة الكافية لأداء وظائفه بشكل صحيح وما يتبعه من شعور دائم بالتعب والإجهاد فضلاً عن التعرض للإصابة بالإمساك لنقص تناول الألياف الغذائية بأنواعها بل يتعدى الأمر أكثر من ذلك فغياب الكربوهيدرات يقلل من استفادة الجسم من البروتينات لأنه يدفعها للتحول لتعويض نقص موجود فى الطاقة السريعة المطلوب توافرها من الأغذية الكربوهيدراتية مما يخرج البروتينات عن دورها الأساسى فى تجديد وصيانة ونمو خلايا وأنسجة الجسم. كما أن للدهون نصيب فى هذه المشكلة لأن الطبيعة التى تعامل بها الدهون داخل الجسم تتطلب توافر الكربوهيدرات بدرجة يتسنى من خلالها توفير الوقت اللازم لأكسدة الدهون بصورة كاملة وصحية، وهو مالا يحدث فى غيابها. فنجد أن الجسم يلجأ من أجل توفير احتياجات الطاقة الخاصة به إلى أكسدة كميات كبيرة من الدهون، وهو اتجاه غير معتاد فى الجسم ونتيجة لكل هذا يتراكم داخل الجسم مركبات ضارة مثل المركبات الكيتونية لها خصائص حمضية ترتبط عند إفرازها فى البول مع المعادن مثل البوتاسيوم مسببة مشاكل صحية للجسم، كما تتداخل مع حمض اليوريك معرضة الجسم لمخاطر الإصابة بمرض النقرس.
من هنا لا بد أن يشتمل النظام الغذائى على توافر كل العناصر الغذائية مع التحكم فى نسبة السعرات الحرارية المطلوب توافرها من كل عنصر بهدف دفع الجسم لحرق الزيادة المخزنة داخله بصورة كاملة وصحية مع تفضيل الكربوهيدرات بشكلها الكامل (مثل الحبوب الكاملة أو ناتج طحنها كاملاً) بعيدًا عن الصورة الأكثر ضررًا لتحقيق أكثر استفادة ممكنة.