تستيقظ فى الصباح لتودع فراشك، تبدأ يوماً جديداً تمارس فيه أبسط حقٍ من حقوقك، حق الحلم، تحلم حلماً ثم يحلم حلمك بحلمٍ آخر، حلم التطلع إلى عالم مثالى أو ما يسمى بـ"اليوتوبيا".
مصطلح يحمل فى جعبته المفاهيم المتعلقة بشروط القيمة المطلقة وضوابط القيمة النسبية، ويعكس صورة يجب أن يكون عليها المجتمع المثالى من فضائل وعادات وقيم وأخلاق، ويذكر أن “يوتوبيا” مصطلح فلسفى ذكره الكاتب توماس مور فى كتابه (Utopia) عام 1515 ميلادياً، وأشار إليه أفلاطون فى روايته “جمهورية أفلاطون”، فقد لمّح إلى جمهوريته الخيالية الافتراضية التى لم يحكمها ملك بل حكمها الفلاسفة، ظناً منه أن علمهم وفكرهم كفيلان بجعلهم يضعون معاييراً مشروطة للحكم .
ولكن هل بالفعل يحلم كلٌ منَّا بذلك؟
هل نولد والخير كامن بداخلنا أم نواة الشر تتشكل فى بداية الأمر؟
نشأنا فى مجتمعات مليئة بالحروب ولكن الحرب الأزلية تظل تلك التى تنشأ بين الإنسان وذاته، حرب تشتعل بين طرفين كليهما هو أنت !
هل تتذكر الفيلم الكرتونى الأول الذى شاهدته؟ استدع تلك الذكريات البريئة عندما تجسد الخير والشر فى نزاع عنيف، بالطبع كنت تتوقع انتصار الخير فى نهاية المطاف مهما حدث من صعوبات، البطل الذى ينقذ العالم وعدوه الذى يضمر الشر وأنت بدورك تلوح محلقاً فى خيالك مرتدياً معطفك الأسود كى تنقذ البشرية من حولك ثم تنقذ فتاةَ أحلامك من قبضة الأعداء، ولكن للفلاسفة نظرة مختلفة بعض الشىء، يميل (الفيلسوف أفلوطين ومن تابعه) إلى معتقد أن الناس مطبوعون على الشر، ولكن التربية والتهذيب يمثلان ذلك الضوء الذى يتسلل بين ثنيات الأمل ليغير مجرى الأمور .
ولكن يركن (سقراط والرواقيون) إلى اعتبار الإنسان كائناً خيرّاً بالطبع، ولكن مجالسة أهل الشر تدق نواقيس الخطر فتحدث شلالاً من العدوى، تحت قيادة ميوله إلى تحصيل الشهوات مع وجود تلك الغيمة السوداء التى تطمس جوانب الشر القاتلة للروح قبل الجسد.
من أنت؟ هل أنت ظلٌ للخير؟ أم مرآة للشر؟ هل أنت على قيد الحياة؟ أم لا تؤمن بوجود قيدٍ من الأساس؟
ربما تكون مزيجاً بين كل منهما.. مزيجًا قد يتآكل جانبه المشرق أو ينتصر مطمسًا على الجانب الآخر أنت من وصفه الله تعالى قائلاً: "وهديناه النجدين" تقرر أى طريق تسلك، وأى حلم تختار.
ابحث عن أحلامك تصل ذاتك المرتسمة فى عالمٍ موازٍ واختر طريقاً أجدر بك أن تسلكه فكلنا مارة والنهاية ستظل قريبة على أية حال، فأحسن استقبالها.