قد أتفهم أن يحلم الصغار، وقد تستوعب عزيزى القارئ أحلام من شتى الأعمار فالصغير يحلم أن يكون كبيراً، والكبير يتمنى أن يعود صغيراً، والفقير يحلم أن يصبح غنياً، وهكذا تتفاوت أحلام الناس ما بين أحلام مشروعة و أحلام وردية تنتظر الأساطير حتى تتحقق، بالإضافة أيضا لأحلام غير مشروعة يتحايل أصحابها لتحقيقها بشتى الطرق ولكنها بأى حال من الأحوال تندرج تحت مسمى الأحلام.
وقد يكون من المستساغ والمقبول أو حتى من شبه المتعارف عليه أحلام عامة الناس تحت أى مسمى مما سبق، ولكن ظهرت أحلام جديدة للكبار كانت من ضمن النوادر لو ذكرتها منذ قرون مرت إنها أحلام الملوك والرؤساء والأمراء وأتوقع منك عزيزى القارئ الاستغراب وأكاد أسمعك وأنت تقول وهل لمثل هؤلاء أحلام ؟ وحجتك فى ذلك أنهم يمتلكون مفاتيح تحقيق الأحلام فكيف يحلمون ؟
ومن وجهة نظرك بالطبع أن كل ما على أى منهم إلا أن يطلب ما يحلم به ليفاجأ بمن يخرج له من المصباح السحرى و يناديه ( شبيك لبيك ) أى أن أحلامهم أوامر بمعنى أنهم ليسوا فى حاجة للأحلام . معك حق يا عزيزى القارئ لكن ما يحدث ألان على أرض الواقع يؤكد أن الكبار أيضاً يحلمون بل ويعملون كل ما فى وسعهم ليحققوا تلك الأحلام مثلهم فى ذلك مثل أى مواطن من عامة الشعب.
فالمتابع لما يحدث على الساحة العربية يتأكد تماماً بأن هناك أحلاماً للكبار يسعوا جاهدين لتحقيقها والامثلة على ذلك ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مصر وصاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى العهد فى المملكة العربية السعودية، فقد اخترت مصر والسعودية لأضرب بقيادة هذين البلدين المثل لأن ما يحدث فيهما ليس فكراً طبيعياً أو متنامياً بل هو حالة خاصة، فما يقوم به الرئيس السيسى فى مصر من نقلة غير طبيعية من حيث كمية الأعمار والاهتمام بالبنية التحتية لمصر يؤكد أن هناك حلما كبيرا جعل الرجل يواصل الليل بالنهار لإنجاز هذا الحلم لينتقل بمصر من وطن عاش فترة كبيرة معتمداً على دعم الغير بالإضافة لفقد مكانته على الساحة الإقليمية والدولية إلى وطن ينمو بطريقة مضطربة.
فبرغم ما أصاب الدولة من ميراث ثقيل من ديون وما يترتب عليها، بالإضافة لفترة الثورات التى كانت من أصعب الفترات على مصر كادت تودى بالمحروسة فى غياهب الحرب الأهلية والتناحر الداخلى كما كان مخطط لها، إلا أن الله عز وجل هيأ لها من أبنائها من يقف فى الوقت المناسب لتظل مصر المحروسة حائط صد ضد كل ما كان يحاك بالمنطقة العربية من تفكك وتشرذم، فتجد الرئيس السيسى يسعى جاهداً ليحقق حلمه وحلم كل مصرى بأن تعود مصر قاطرة للعالم العربى والإسلامى.
أما ما يخص الحالة السعودية فحدث ولا حرج فبعد اختيار صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد بالمملكة العربية السعودية قام هذا الأمير الشاب الصاعد الواعد بإحداث حراكاً لم تشهده المملكة منذ عهد جده ( الملك عبد العزيز ) وقاد توجُها لإحداث نهضة فى جميع المجالات بدأها بمحاربة الفساد ولم يستثن أحداً من ذلك حتى أقرب الناس إليه ليضرب حجراً ثقيلاً فى الماء الراكد ليحدث موجة دائرية تبدأ من القلب لتصل للأطراف بنفس القوة .
ثم يكون الحلم الأهم فى المملكة وهو بداية النهضة الفعلية التى لا تعتمد على النفط كما صنعت الإمارات العربية المتحدة بقيادة أبناء ( الشيخ زايد ) وهذا الحلم على سبيل المثال سوف ينقل المملكة إلى آفاق رحبة لدخول عالم التكنولوجيا والتصنيع أى أنها تخطوا بخطوات ثابتة ووثابة نحو مستقبل مشرق رغم ما يعانيه الرجل الآن من مجهود فى تغيير بعض المفاهيم لدى البعض بما أن المملكة تمثل مجتمع محافظ بكل المقاييس .
بالتأكيد أن أحلام الكبار ليست سهلة بالشكل الذى يتوقعه البعض فهى تحتاج للمخلصين لتتسارع الخطى لتحقيق تلك الأحلام فهى أحلام تنقل الأوطان بشكل أو بآخر إلى آفاق رحبة، كما أننا لابد أن نتوقع أن تلك الأحلام لابد أن تجد لها من يقعد لها بالمرصاد حتى لا تتحقق إما من أطراف خارجية لا ترجو الخير لبلادنا فتخلفنا صمام أمان لها ولنبقى قابعين فى الجهل والوهن، كذلك هناك الأحقاد الداخلية التى قد تصيب بعض القلوب السواء ( حسداً من عند أنفسهم )، ولكن الله لن يخذل كل من يسعى لرفعة وطنه وسعادة مواطنيه متخذاً من إيمانه بتوفيق الله لكل من ينتوى الخير سبيلاً ليكمل حلمه بمستقبل مشرق لتلك الأوطان الغالية .