الذكاء الوجدانى.. تحكم فى مشاعرك..
ضمن مهارات الذكاء الوجدانى أو ذكاء المشاعر.. أن تعرف كيف تضبط مشاعرك فلا تجعلها تتحكم فيك.. فالمشاعر خادم جيد ولكنها سيد سيئ للغاية.. كل ما أطلبة منك ببساطة ألا تصرح بمشاعرك إلا لو كان هذا التصريح فى صالحك تمامًا.. فالله عز وجل أخفى النوايا والمشاعر والأفكار.. وجعل أكبر الأجر على النوايا ومدح الذين يتحكمون فى مشاعرهم وعواطفهم.. قال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). انظر كيف سماهم محسنين وكيف أنهم نالوا محبته سبحانه.. والآيات والأحاديث فى ذلك كثيرة.
ما أطلبه منك حين تغضب، حين تكره، حين تمل.. حين تشعر بحزن أو ألم!! ألا ترفع الغطاء!!.. لا ترفع الغطاء عما تشعر به.. فتحت هذا الغطاء يمكنك السيطرة على هذه المشاعر المرهقة!!
لا ترفع الغطاء.!!.
فإن حدث ورفعته فسيكون فوران البركان أقوى مما قد تحتمله!.. فتخسر حبيبًا أو تقطع علاقتك بصديق.
لا ترفع الغطاء!!
فتفجير مشاعرك لن يزيد الأمر إلا سوءًا!!
لا ترفع الغطاء!!
انتظر قليلا.. تذكر أن كل كلمة ستقولها الآن ستندم عليها لاحقا..
قد تكون حزينا.. لكن معرفة الآخرين بهذا الأمر قد تزيدك حزنا..
قد تكون غاضبا.. لكن انفعالك على الآخرين لن يُسكن غضبك..
قد تكون متألما.. لكن يجب أن تعرف أن الألم ضرورى للانتقال من مرحلة لأخرى خلال رحلة نضجك..
لذلك.. لا ترفع الغطاء.. فكل الذين باحوا ندموا.
وكل الذين قالوا تمنوا لو لم يفعلوا.
وكل الذين فعلوا شعروا بفداحة ما عملوا بعد فوات الأوان.
يجب أن تعلم يا صديقى أنك لا يمكنك تجاوز الألم ما لم تمر به.. وأن ثمن النضج غال..
وأنك عالم وحدك... وأن اشتراك الآخرين معك فى الألم لن يخففه عنك.. وأنك إذا جعلت من حولك يعانون.. فإن معاناتك ستزيد.. لذلك أقولها لك مخلصا.. لا ترفع الغطاء.. اخفى ما أخفاه الله.. وإذا أردت أن تشكو.. فاشكو إلى الله فى دعائك وإذا أردت أن تبكى ابكى فى سجودك.. لكن تبوح بما يختلج فى نفسك فلن يزيدك إلا حزنا.. لذلك لا ترفع الغطاء.. عانى الآن.. ثم أكمل حياتك كبطل.. فليست هناك معاناة بلا جدوى.