تعاملت عن قرب مع عناصر منظومة الانتخابات الرئاسية الأخيرة عكس الانتخابات السابقة التى كنت مشاركاً فيها كناخب أو على الاكثر منسقاً وميسراً للجنتى الانتخابية من الخارج.
ولكن هذه المرة شاء القدر ان اكون أمينا لاحدى اللجان الفرعية بإحدى قرى بلدتى منشأة أبو عمر بالحسينية شرقية.
هذه المشاركة جعلتنى اتعامل عن قرب مع أحد اهم عناصر ومنظومة الوطن واوتاد الدولة وليست العملية الانتخابية فقط وهو القضاء المصرى.
يالله !
فعلا يالله عما رأيته ولمسته وتعايشته ما هذه الامانة الرهيبة فى اداء العمل بمنتهى الدقة والشفافية؟
ما هذه الاخلاقيات العالية والشدة اللينة فى التعامل مع المواطنين ؟ اين تربي هذا الشاب اذن؟
طالما مازالت ارضنا خصبة تنبت مثل هذا النبت فلما التشاؤم اذن ؟
هذا الشاب جدد الامل من جديد فى وطن قد يمرض ويمرض وتركناه يعانى بينما هو قوي قوي ويزداد قوة من حديد .
تعاملت مع خير اجناد الارض عن قرب حيث لم يكتب الله لى الخدمة العسكرية فكان القدر ان ازداد حبي فوق حبي فتعلق بهم القلب مع الاذن التى كانت تسمع بين الحين والاخر عن بطولات واخلاق
وتعاملت مع من كان يناديهم القاضى الجليل بأمى ووالدى اهل مصر الطيبين بوصلة النقاء والولاء
ورمانة الميزان التى حفظ الله بها الوطن والذين لا يعرفون الاتيكيت والكلام المعسول الذين يتصرفون من القلب دون عوائق او مراوغات او المعسول من الكلام فسمعنا الضحكات الصافية والزغاريد المبهجة التلقائية والدعوات المخلصة الصادقة فتيقنت ان هذا الرجل بينه وبين الله عز وجل علاقة خاصة لا يعلمها الا الله عز وجل فانى لرجل قد ارتفعت فى عهده الاسعار عدة مرات واعتصر المصريون سعياً وراء لقمة العيش وشد الجميع الاحزمة الا من رحم ربي ومن تترقبهم الاجهزة الرقابية التى لم نكن ابدا نسمع عنها من قبل وتساءلت :
كيف لك ياسيسي جمعت قلوب كل هؤلاء رغم كل المتابع والصعاب؟
كيف لك ياسيسي دخلت قلوب المصريين ونلت رضاهم وحبهم؟
كيف لك ياسيسي ان يدعوا لك القاصى والدانى بالتوفيق والسداد؟
كيف لك ياسيسي وقد جاء لك من يستند الى عكازات ومن يستند الى كتف ابنه او اخيه او جاره ليقول لك نعم فأنت فى القلب؟
كيف لك ياسيسي استطعت ان تجمع على حبك والثقة فيك جموع المصريين؟
هل جئت ياسيسي والمصريون يحتاجون الى حب يجمعهم فوجدوه فيك؟
هل جئت ياسيسي والمصريون يحتاجون الى من يشعر بهم ويخاطب قلوبهم قبل عقولهم؟
على كل حال فقد رأيت بأم عينى العجب .
والله لو سمعت اضعاف ما رأيت ما صدقت ابدا كل ما اسمع ولذلك ثقتى بالله كبيرة وقد ازدادت بأن الله لمصر حافظاً وموازراً وناصراً بأوتادها المغروسة فى اعماق الارض قضائها وجيشها وشرطتها وشعبها ورئيسها لتبقى شاهدة على كل الدهر الى ان يرث الله الارض ومن عليها فهى كنانة الله فى ارضه ومحفوظة بحفظ كتابة العزيز " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " .
وتحيا مصر -- تحيا مصر -- تحيا مصر .