أوصانا السيد المسيح فى الموعظة على الجبل أنه علينا ان نحب اعدائنا ومن يسيئون الينا ولكن كيف؟ فقد يعتبر البعض تطبيق هذه الوصية نوع من السذاجة فكيف يأمرنا السيد المسيح أن نحب عدو ومسيئ إلينا ؟ قبل أن يأمرنا بهذه الوصية كان عليه أن يختبرها هو أولاً ، تذكر كلمات السيد المسيح وهو مجروح ومتألم جداً ممن أساءوا إليه طالباً الغفران لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ، وقفت متأملاً بحزن على حياة من يريد أن يكون أفضل من سيده ومعلمه . عندما غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه قال لهم أنا أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت بكم تصنعون أنتم أيضاً فليس عبد أعظم من سيده وإن علمتم هذا فطوباكم إن فعلتوه ، فأحياناً قد نصلي لله إني لست قادر على الغفران لهذا لأنه شخص صعب التعامل وقد أهانني كثيراً ، فيجيبنا السيد المسيح بأنه قد عاش كغريب على الأرض مضطهداً ومتألماً ممن كان يقدم لهم الخير ومع ذلك كان ينبض قلبه ويشع حباً ونوراً للجميع.
يخبرنا قداسة البابا شنوده الثالث فى كتاب المحبة قمة الفضائل بأن أي فضيلة أو خدمة لا تمتزج بالمحبة هى فضيلة بلا قيمة وليس لها أجر ، بل ويمكنها أن تصبح كخطية تديننا. المحبة لها قوة خارقة فقد قال عنها الزعيم والسياسي الأمريكي مارتن لوثر كنج بإنها القوة الوحيدة القادرة على أن تجعل من عدوك صديق لك، وقد قال عنها الحكيم إن المحبة قوية كالموت، مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفيء المحبة ، وإن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبه تحتقر إحتقاراً.
تأتي المحبة فى مقدمة عمل ثمار الروح فى حياتنا وأما ثمر الروح فهو محبــــــه وفرح وسلام. ترتبط فضيلة المحبة بإسم الله فالله محبة ومن لا يحب لم يعرف الله . المحبة لا تحتاج إلي شرح بقدر ما تنادى من يبحث عن الراحة لتطبيقها فالمحبة تبنى ، تحتمل كل شيء ، تصبر،لا تظن السوء، الذى قال عنها الرسول الإيمان والرجاء والمحبة ، هم ثلاثة ولكن أعظمهن المحبة ، وعندما تقرر أن تحب أرجوك ألا تنتظر كلمات الشكر أو التقدير من الأخرين فربما لن تجدهم أبداً ولكن إنتظر المكافئه الأعظم بعد تطبيقك لهذه الوصيه العظيمة ، فإن استطعت أن تعيش بالحب فإنك قد إمتلكت بذلك العالم بأكمله.