يُعد الحديث عن المرأة والأمور التى تتعلق بها من أخطر القضايا المتعددة الأبعاد ، والتى يستلزم النظر إليها بكل العمق والتنظير محاولة منا وضع المرأة فى مكانها الصحيح ، والحفاظ على كرامتها الإنسانية.. فالمرأة ليست شيئاً عبثياً لاجدوى منه ، بل هى قادرة على أن تطرق باب الحياة وتواجه شتى الصعوبات بكل مسؤولية خالصة من أجل تحقيق التقدم والازدهار فى المجتمع.
من المؤكد ، إن الشئ الذى ينبغى التسليم والإقرار به أن هناك كيانين إنسانيين (ذكر/أنثى) ، لكل منهما طبيعته وخصائصه ، وكلاهما مشارك فى فعل الحياة ولهما الحقوق وعليهما الواجبات ، وبغياب أحدهما ينتفى وجود الآخر.
ولاشك أن المرأة قد عانت قديماُ من حالة التهميش والظلم فى المجتمع والتعايش فى مجتمعاً بطريركياً يكون فيه النظام الأبوى هو السائد والذى يؤكد على عدم المساواه بين الجنسين، وليس هذا فحسب بل أنه يُعلى من مصالح الرجال على حساب النساء فى إطار الهيكلة الاجتماعية للعلاقات بين الجنسين وهذا يؤدى بدوره إلى ترسيخ ما يعرف بالبطريركية الأبوية أو المجتمع الأبوى الذى يسود فيه كل معانى القهر والاستبداد.
أما الآن وقد حان الوقت أن نؤمن بأن المرأة قادرة على أن تُظهر ثوباً حضارياً واضحاً للأمة فى تقدمها وهذا يتضح فى تصدرها المشهد الانتخابى على سبيل المثال وتولى المرأة المجالس النيابية وتوليها أيضاً الوظائف القيادية ، فإذا كانت شخصية المرأة متكاملة نفسياً وعقلياً وثقافياً تكون الأمة التى تنتمى إليها أمة متقدمة ومتطورة بلا أدنى شك.
على أية حال ، إن قدسية حياة المرأة والرجل على مرتبة واحدة من المكانة والصون عند الله. ففى حقيقة الأمر ، لقد رأى الإسلام أن المرأة أعظم من أن توصف بكونها نصف المجتمع ، فالمرأة هى الأم ، والأخت ، والزوجة ، والبنت ، فهى أحق بأن تحظى بالرعاية والمكانة التى كفلها المولى عزوجل لها.
أخيراً ، ينبغى على وسائل الإعلام والميديا أن تسلط الضوء على دعم مفاهيم المشاركة فى إتخاذ القرار داخل الأسرة ومواجهة العادات والموروثات الثقافية التى تعوق عمل المرأة وضرورة دعم الممارسات الديمقراطية للمرأة والتأكيد على تعاظم دورها على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية ودورها البارز فى صنع القرار السياسى فى الدولة ودورها الأخلاقى فى إبراز القيم والمبادئ فى المجتمع الصغير ( الأسرة ) ومن ثّمً تخلق أفضل المجتمعات من خلال الدور الذى تقوم به فى تنشئة من سيصبحون رجالاً فى المستقبل، فالتنشئة السليمة تتطلب إبراز شخصية المرأة وهويتها وإحساسها بذاتها.