فى أحد ليالى أبريل الدافئة وبعد العوده من عند رفاقى بعد سهر و لهو استمر للفجر و بعد عشاء خفيف فور العوده بسبب الجوع الذى أصابنى بعد استنفاذ طاقتى فى الخوض فى الأعراض والسباب والشتائم وبعض المجادلات التى لا تغنى ولا تثمر من جوع، وتلك الكلمات التى كنا نقولها ولا نفهم معناها ولا تلك الضحكات العالية التى لا نعرف سببها لأننا كنا مغيبين فى تلك الساعة بسبب تلك المواد والعقاقير التى تعاطينها ولم نعد نستطيع الإقلاع أو التخلى عنها أو عن تلك السيجارة التى أصبحت كل حياتنا وغدونا نتنفس دخانها وأبخرتها التى تمنحنا الحياة على ما أظن ونجد فيها ملاذاً لهموم الحياة ومتاعبها .
وفور التمدد على سريرى المريح غارقا فى دفء بطانيتى ونعومتها وإضاءة غرفتى الخافتة والهدوء الذى يسيطر على العالم فى تلك اللحظة، إذا بثورة تستيقظ من سباتها! نعم إنه "الضمير" الذى يتركك ساعة المصيبة ثم يأتى بعدها لينغص عليك حياتك فهو كصحفى شهد الجريمة لكنه لم يحاول منعها بل انتظر حتى تنتهى حتى يحصل على خبر يرضى به رؤساؤه، ثم تنهال عليك سهام الأسئلة والأفكار من كل مكان لتعلن أنها ستؤرق ليلتك فلماذا ؟ ومتى ؟ وهل ؟.. الخ , وغيرها من الاسئله التى تثبت عليك الجرم وتصب عليك حمم الهم والحزن و تفجر فيك ينابيع التعاسه و الكآبه , وتذكرك بذنبك فى حق نفسك التى لم تحفظ لها حقها ولم ترعها حق رعايتها وعلى وقتك و مالك وصحتك الذين ستحاسب عليهم أمام الله عز وجل وربما على رفقتك السيئه التى أخترتها حينما كان فى وسعك الاختيار وانت تعلم انها ستقودك الى التهلكه والى نفس الطريق ونسيت أنك ضعيف ومهما قاومت فستسقط فالمعادله غير متساويه والمرء على دين خليله , وعلى كل حد انتهكته من حدود الله ولم تلق له بالا حينها , وها انت الان تحارب وحدك فى ثلاث ظلمات " ظلمة الليل و ظلمة قلبك و ظلمة غضب الله عليك " وربما ضميرك هذا فالحقيقه هو أشد الناس حبا لك وخوفا عليك , والان تقترب الشمس من الشروق وأنت مازلت غارقا فى تلك الدوامه قد أحمرت عيناك كأنهما الشمس ساعة المغيب , وتريد ان تبكى حالك ولكن الدموع مجمده فقد أصابها شتاء قلبك المظلم فما عادت تتحرك أو تسيل !! وبينما المعركة مستمرة بينك وبين ضميرك يتدخل طرف ثالث بيده قلب الموازين و ترجيح كفة طرف عن آلاخر ألا وهو ......... يتبع .