أنا من مدينة ديروط ، ديروط الحب ، ديروط الأصالة ، ديروط التعايش ، ديروط القيم ، ديروط القناطر الأثريه التى أنشئت عام 1871 ، على يد المهندس الكبير بهجت باشا ، وسلامة باشا ، وإسماعيل باشا محمد ، وتحت اشراف المهندس المصرى الكبير مصطفى بهجت باشا مفتش هندسة الوجه القبلى آنذاك ، ديروط التى ولد بها شاعر النيل حافظ إبراهيم ، ومسقط رأس الزعيم عبد القادر شحاته ، والسياسى المفوه أحمد باشا قرشى ، والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ، والأديب محمد مستجاب ، والدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة ، والفنانة القديرة نعيمه وصفى ، وأنا فخور بهذا الانتماء ، ولكننى أعيش فى هذه الأيام الحسرة على تشويه جمال وأمن وهدوء مدينتى الجميلة وأنا أرى أن المشوهين هذه المرة هم أبناءنا فلذات أكبادنا الذين غفلنا عن تأهيلهم التأهيل المناسب من الثقافة والقيم والأخلاق ، وتركناهم صيدا" ثمينا" للعولمة ، فراحوا يتخبطون حتى أصبحوا مسيئين لوجه الجمال والأدب ، ومن يرغب بالتأكد مما أقول فما عليه إلا أن يتمشى ظهرا " أمام مدارس البنات ، أو مساءً على القناطر ، أو على كوبرى القرشيه أو فجرا" أمام المقاهى والكافتريات وكافيهات النت ، أو أمام حديقة كوبرى أبو جبل الجديد ليرى كيف يتكوم أكبادنا اليافعون أمل المستقبل كجثث هامدة يفترشون الأرض ويتسلقون الأسوار ، يتعاطون المخدرات ويتبادلون أقذع الألفاظ ، دون وازع أخلاقى أو دينى ، فما الذى جرى فى مدينتى ديروط ؟! ، ترى أهكذا تفسر التكنولوجيا والعولمة بأن يخترقنا الإنحلال والانحراف ، لن أقول هو تقليد أبناءنا لبلاد الغرب لأننى أعرف بلاد الغرب جيداً ، فالغرب لا يسمح لمن هم دون السن القانونية بشراء أو تناول المسكرات كما لا يسمح لأحد بتناول المسكرات فى الشوارع والأماكن العامة ومن يخالف ذلك يقع تحت طائلة العقوبة والتجريم ، ويمكن لأى أحد التأكد من ذلك عن طريق شبكة الانترنت ، أين الوازع الدينى ؟! ، أين مشايخنا الأجلاء ؟! ، أين دور مدارسنا التربوى ؟! ، أين دور الأسره ؟! ، ما الذى جرى لمدينتى ؟! ، وإلى أين سائرون أبناءنا بها ؟!