قال رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" صدق رسول الله صل الله عليه وسلم ، وبما أن الجودة فى اللغة تعنى الإتقان إذن فان الجودة مبدأ إسلامى وأمر نبوى يجب إتباعه (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) صدق الله العظيم ، فلماذا إذن كل هذا الصخب والضجر من فكرة وجود هيئة خاصة بقياس وتقويم جودة الأداء التعليمى داخل المنظومة التعليمية؟
هل نظام التعليم الذى يعمل على أهم ما فى الوجود وهو الإنسان وهو المنوط بإعداده وتجهيزه للمستقبل لا يستحق نظاماً ضابطاً لإيقاعه وضبط مساره ورسم خططه وتوقع نتائجه وقياسها كمياً وكيفياً؟
هذا السؤال أجابت عنه الدولة المصرية بقانونها رقم 82 لسنة 2006 والخاص بإنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد والهدف بالفعل نبيل ومحمود وكل ما يجب أن يقال فليقال، ولكن وهنا السؤال الذى أظن انه لن ينتهى إلا بإرادة وقدرة ربانية من الله عز وجل وذلك عندما نتهيأ نحن لذلك بقبولنا الاعتراف بوضعنا ومن ثم الرغبة وليست الرغبة وحدها لأنه وكما قال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لا تبنى الأوطان بالتمنى أو بالرغبات وإنما تبنى بالإرادة والأفعال.
إذن ماذا حدث؟
حدث ما يطلق عليه صبغة المصريين الخاصة بهم ومنها على سبيل المثال القانون يحدد تبعية الهيئة ونطاق عملها ، فالهيئة تتبع رئاسة مجلس الوزراء كونها تقوم بمراجعة مؤسسات التعليم المختلفة قبل الجامعى والجامعى العام والازهرى ، فى حين نرى الإعلام يتعامل مع الوضع من منطلق فوقية مكانة السيد الوزير اى وزير سواء كان التربية والتعليم أو التعليم العالى أو رئيس قطاع المعاهد أو رئيس جامعة الأزهر على خلاف الحقيقة المرسومة بالقانون ويسلط الأضواء عليهم ويتخافت عندما يرتضى الحديث أن يذكر السيد رئيس مجلس إدارة الهيئة وأكثر ما يؤلمك من تبعات هذه الصبغة المصرية أن يأتيك الغضب أو السخط أو.. من خلال العاملين بحقل التعليم نفسه ناهيك عن من يعملون فى غيره من المجالات الأخرى ودائما الإنسان عدو ما يجهل.
ولكن السؤال بصيغة أخرى هل هناك تعليم حتى يكون هناك جودة واقصد هيئة للجودة؟
والإجابة ان مصر بلد الريادة بين اقرانها من الأقطار ليس فقط على المستوى الاقليمى ولكن على المستوى الدولى وعندما نجد أن لكل نظام من الأنظمة سواء التعليمية أو غيرها يحكمه نظام لضبط الجودة ويعنى الالتزام ما تم الاتفاق عليه ووضعه من معايير ومصر لم يكن لديها مثل هذا النظام حتى أوجدت الهيئة ومن كثرة ما واجهته من حروب بقصد ومن غير قصد لا تكاد أن تشعر أنها أو قد يبدو للبعض أنها قد توارت قليلاً لتتجنب الكثير من الأمواج المنتقدة عن غير علم لدورها والهدف من إنشائها.
وأيا كانت المؤسسة التى يأمل الحالمون بغد أفضل لبلدنا الحبيب مصر إن لم تلتزم هى أولا بما وضعته لها الدولة أو حتى هى بنفسها فلن تستطيع إلزام الغير بهاوهنا اقصد أن تدار الهيئة من أهل العلم والكفاءة، وبالأسلوب والنظام الذى اقره القانون وان يسلط الإعلام الضوء عليها وعلى دورها لتجد طريقها للنور بين أبناء المجتمع المصرى فالعالم بالفعل قرية صغيرة هذا ليس شعارا وإنما حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو متعمد إنكار الحقائق.
وفى النهاية على الهيئة أن تدير أمورها بحرفية أكثر وانتقاء العناصر المتميزة لتسهل على نفسها الجهد فى إقناع الآخرين بها وبدورها.
وثانيا الدور المجتمعى والاعلامى ليساعدها فى أداء دورها فالمعرفة بفنيات الجودة الدقيقة لمن يريد من المؤسسات التعليمية أن تنال شرف الاعتماد منها أصبحت متاحة للجميع وبلا جهد تقريباً وخاصة الاون لاين ولكن يجب تنقيته وإسناده لمن يستطيعون أداء هذه المهمة وتكون على مسافة متساوية مع الجهد المبذول من داخل الهيئة ميدانياً.
دامت مصرنا الحبية رائدة بسواعد أبنائها المخلصين الأكفاء
وتحيا مصر --- تحيا مصر --- تحيا مصر