أعتدنا أن نصف الاشخاص الذين يفكرون بدهاء بأنهم يشبهون اليهود ، وأحيانا كنا نصفهم بهذا الوصف كنوع من أنواع المزاح ، وأحيانا نصفهم هكذا لأن دهائهم يصل أحيانا لحد الشر ..
لكن هل فكرنا يوما لماذا نُلقب اصحاب العقول التى تفكر بدهاء وشر بأنهم يهود ؟
الاجابة تتلخص فى نسب هذا الوصف لليهود فى العموم والإسرائيليين على وجه الخصوص ، وما يدور فى العالم من حروب وتقسيم جميعنا نعلم أن خلفه اليهود .
فقد اقترن اسم اليهود بالكذب والخداع والافتراء منذ القدم ، وتاريخ اليهود الطويل من المراوغة والخداع منذ تأسيس الدولة اليهودية جعلنا نعلم جيدا أن اليهود لا يعترفون بوعود ولا قوانين ولا حتى يحترمون الاديان السماوية الاخرى ، واكبر دليل على انهم كاذبون ماكرون هو تأسيس الدولة اليهودية بعد وعد بلفور 1917 ، وكان ينص على انشاء مسكن وطنى يهودى فى فلسطين على أن لا يلحق ضررا بالحقوق العربية ، اين هذا الوعد الآن بعد مرور المائة عام ؟!
ففلسطين اصبحت تنزف الدماء يوميا من هؤلاء المخادعون الذين نقضوا الوعد وحاولوا السيطرة على فلسطين ، واقصائها تماما من خريطة العالم وجعلها دولة يهودية اسرائيلية وسط صمت العالم كله وترك فلسطين بين ايدى اليهود .
فكان نقض عهد بلفور هو اول خطوة فى طريق انشاء الدولة اليهودية بمساعدة العالم الغربى والمؤشر الاول على مكر ودهاء اليهود ،
فمنذ تصويت اللجنة السياسية فى الامم المتحدة لصالح قرار تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب وممارسة الرئيس الامريكى هارى ترومان ضغوطا سياسية واقتصادية هائلة للحصول على اصواتا اكثر للموافقة على قرار التقسيم ، ونتج عن ذلك تقسيم فلسطين فعليا واعلان الدولة اليهودية واعتراف معظم دول العالم الصناعى بها ،
هذا بالاضافة إلى حصول الدولة العبرية على ملايين الدولارات من الولايات المتحدة الامريكية 1948 ، بالاضافة إلى عدد وعتاد عسكرية لدعم اليهود عسكريا فى حرب 1948 .
وكانت هذه الضغوط هى المؤشر الثانى على خداع اليهود ودعم الدول الغربية لهم فى ذلك الوقت ، وعلى مر السنوات يزداد اليهود خداعا ومكرآ بالاضافة إلى طغيانهم وسيطرتهم على الدولة الفلسطينية .
ولكننا بالرغم من مرور كل تلك السنوات لم نفكر .. ما سر تفوق اليهود ؟
هل بسبب الدعم الغربى لهم ؟ ، أو ربما عقولهم المليئة بالمكر والخداع ؟ أو أن هناك أسبابا ومقومات أخرى هى السبب فى تفوقهم وقوتهم ؟
الاجابة على هذا السؤال ربما ليس بالسهل ، ولكننا شاهدنا على مر السنوات ما يتيح لنا أن نفهم ما سر قوتهم والتى يمتلكون منها ما تفتقده بعض الدول العربية ، فـمثلا " اللوبى الصهيونى " .. يعرف هدفه جيدآ ولم يختلف عليه مهما كانت الدوافع والنزاعات الشخصية ، فكان الهدف الاساسى لديهم هو انشاء دولة يهودية واصبح الهدف بعد انشائها هو المحافظة عليها وتوسيعها ، وهذا ما يسعون اليه حاليا بالسيطرة على القدس الفلسطينية .
كما انهم ايضا يصرون على اهدافهم ويطالبون بها دون كلل والسنوات اثبتت ذلك فكمثال ما حدث مع ( مارك ريتش) اليهودى الامريكى فكان الزعماء اليهود ايهود باراك وشمعون بيريز وغيرهم قد ظلوا يطالبون الرئيس كلينتون بالعفو عنه ، حتى بعد الحكم عليه استطاع الهرب والحصول على الجنسية الاسرائيلية ، وبالفعل نجح اصرار اليهود واستجاب لهم كلينتون وعفا عن مارك ريتش قبل ساعتين فقط من نهاية حكمه.
وايضا من الصفات التى يتحلى بها اليهود طريقة تعاملهم مع " الاعلام " فبالرغم من انهم لا يمتلكون وسائل إعلام مثل FOX ، CNN ، NBC ، ولكنهم يتابعون الاخبار لحظة بلحظة ولا يصمتون عن اى مقالة مسموعة أو مكتوبة أو مرئية والاحتجاج على ما يضرهم بكل الطرق وطبعا يشاركون بالمال فى وسائل الاعلام هذه وهذا ما يجعل وسائل الاعلام تلك تحجم عن الاساءة لهم بأى طريقة ..
ومن المعروف ايضآ عن اليهود بأنهم يتبعون كل الوسائل القذرة للوصول لأهدافهم ، كمثال ما فعلته الحكومة اليهودية مع القس ( جيرى فالويل ) وهو من احد اهم الدعاة الامريكيين ، فقد اعطته طائرة نفاثة وتحملت جميع نفقاته فى سبيل اقناع الامريكيين بأن الله سيتخلى عن الولايات المتحدة الامريكية اذا تخلت عن دعمها للدولة اليهودية فى هدفها لتوسيع الدولة اليهودية إلى حدودها الكبرى وهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل مكانه .
وايضآ معروف عن اليهود انهم يلجأون إلى التصفية السياسية والجسدية اذا لم يجدوا ما يبحثون عنهم تبعا لمصالحهم .. قديمآ وكما فعلوا مع ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) وحاولوا اغتياله ، ومحاولة قتل المسيح عليه السلام ، وقتل سيدنا يحى عليه السلام ، وحديثآ .. يعملون على اسقاط اى سياسى أو موظف فى دائرة استخباراتية لا يكون مؤيدآ للدولة اليهودية .. مثلما فعلوا مع ( مورخاى فانونو) الخبير النووى اليهودى الذى تم اختطافه ومحاكمته وسجنه لأنه باح بأسرار البرنامج النووى اليهودى لجريدة بريطانية .
هكذا يستخدم اليهود كل الاساليب الشرعية أو الملتوية القذرة للوصول إلى اهدافهم ويعتمدون الكذب والخداع فى تعاملاتهم ، هذا ما لم ولن يقوم بمثله العرب ، ولكن هل سنظل صامدين امام الاعيبهم ؟
ويبقى السؤال الاهم .. إلى متى سنظل صامتين امام انتهاكاتهم ومحاولة السيطرة على مسجدنا الاقصى ؟ .. والاجابة فقط عند حكامنا العرب .
نقطة . وربما هناك بداية جديدة