إذا تعانقت الأنفس ووصل الحب إلى ذروته.. هل من الممكن أن يتلاشى وينتهى ويصبح هشاً ولا يكون كما كان فى قوته وشدته التى تصل إلى درجة العشق.. هل حكمنا بأن هذا الحب أبدى دون أن نعى حقيقته أم مازلنا لا نعرف اذا كان صادقاً أم لا؟.. أن القلب لينبض وأن العقل يرجح وأن الحقيقة لا تتضح إلا بعد مرور الوقت......وان الرؤى قد تصيب وقد تخيب وقد تسفر عن حقائق واضحة وقد تسفر عن طبائع تتضمنها حقائق مبهمة فتلك الحقائق قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة وان كانت خاطئة فهذا يدل على اختلاف الطبائع أو سوء فهم .
أعطى الوقت حقه لكى تفهم خبايا الأمور.... فالحب الحقيقى هو الذى يستمر برغم العواصف والرياح لأنه يعتمد على التضحية والصدق والوفاء وليس الرياء ......لا تنجرف وراء مشاعرك واعطى فرصة لعقلك لكى يفهم ما وراء الألفاظ وما بين السطور ....لا تأخذ الأمور بصورتها الواضحة .....اقترب من الصورة ستجد انه يتخللها بعض الاتربة...... تلك الاتربة من الممكن ازالتها ومنها ما لا يمكن ازالته مهما كان .....فاذا استطعت ازالتها مهما كانت العواقب فأنت قد تقبلت الطرف الاخر بعيوبه واحببته بعيوبه ولا تجد ما يعرقل ما بنيته بمشاعرك.....وان لم تستطع ازالة الاتربة فان الحاجز الترابى يقف فى طريقك ويخرجك من مفترق الطريق إلى طريقك الذى لا يماثل طريق الطرف الاخر طريق ستجد فيه من يماثلك..... فأنت لا تشبه الطريق الاخر قط فهو مسدود ولا يرى النور فالطريق الامن هو الذى يرى النور فلا خوف يتخلله ولا رهبة ترهقه.....