لم يمض غير قليل حتى أتت الشرطة، أغلقت الطرقات، فتّشت فى كل شبر، اشتبهت فى الجميع، أظهرت ريبتها فى الداجنة فى أقفاصها فوق أسطح البيوت، كلاب الشارع المختبئة ذعراً خلف أعمدة الإنارة، لم يفلت من دائرة بحثها أحد.
أيام، الحال انقلب فى المكان، ذهب الهدوء، خيّم حزن فى المآقى، حلُمنا بزوال الغمة، قيل: لن نذهب إلاّ بعد أن نمسك الفاعل، ذلك المجرم الآثم.
المنطق والحجة قويتان، فصمتنا ازاءهما، لكن تردد سؤال لم نجد جواباً له، كما لم نجرؤ على طرحه: ماذا حدث؟