فى حياتنا طرق عديدة نحتار أى الطريق سيصل بنا الى غايتنا ....فمن الممكن ان نصيب او نخيب .. واذا اصبنا فى طريق فمن الممكن ان نخيب فى طرق اخري.... و لكن اذا ما لم نوفق فى اختيار الطريق .. هل هذا سيؤول بنا الى طريق مسدود و نحكم على انفسنا بان هذا الاختيار قد كتب علينا التعاسة طيلة حياتنا ؟ أم اننا سنستعيد ارادتنا من جديد فى وقت وجيز ؟
هل هناك حكمة إلهية فى عرقلة طريق ما امامنا ؟.. لأننا اذا سرنا فى طريق واحد مهيأ لنا ؛.... لن نعلم شيئاً عن الطرق المختصرة التى تقلل من مشقة الطريق و لم نعلم شيئاً عن الطرق الوعرة التى علينا ان نتجنبها .. فاذا واجهنا هذه الطرق الوعرة فجأة سوف يصيبنا الشلل... لذا اذا تعودنا ان نواجه الطرق الوعرة سنستطيع ان نواجه ما هو اشد و نحن اكثر شدة و صلابة .
و كلما زاد العمر كلما اصبحنا مثقلين بالتجارب و اصبحنا اكثر استعداداً لمواجهة المشاكل و اكثر خبرة فى الحياة و اصبحنا لا نبالى بامور شتى و اصبح الاحساس بالرضى يفتح لنا ابوابا من السعادة لو كنا نعلمها لطرق بابنا الفرح منذ بدء حياتنا......
الوصول الى درجة الرضى يجعلك ترى الدنيا بنظرة مجردة من مفاتنها المغرية.... لا تريد منها شيئاً.... تريد فقط ان تسعد غيرك..... و تصل بك الى ذروة سعادتك و تجعل منك انساناً لا يكترث بالاقاويل و ماذا قال و ماذا قيل..... فانت فى حوار دائم مع الله تغسل قلبك كل يوم بالسجود له و تبوح له بأسرارك...... فتستيقظ وانت فى غاية النشوة وقد ازيحت كل همومك عنك..... وقد نسيت ما جرى لك بالامس وتبدأ يوماً جديداً مفعماً بالنشاط والحيوية وانت فى قمة سعادتك فقط لانك قد استعنت بالله و رضيت بما قسمه لك.. انت الان انسان لا احد يماثله ولا احد يحاكيه مترفع عن بقية البشر وما اجملك انسان انساناً طاب حديثه وفاح عطره برضى الله.