اعتاد الناس إذا تحدثوا عن ماضيهم- ولو كان قريباً - أن يفضلوه على الحاضر بإطلاق وذلك لحبهم الماضى وحنينهم إليه
وأذكر أن الحديث فى يومٍ ما دار حول رمضان فى الماضى والحاضر وهل رمضان الآن خير مما كان فى الماضى أو العكس
فكانت الإجابة المتوقعة أن يقال إن رمضان فى الماضى خير منه فى الحاضر
وإذا أراد الإنسان النظر إلى هذا الأمر باعتدال وشمول ونظرة معتمدة على الواقعية فسيرى أن لرمضان السابق بعض المميزات إذ كان أكثر هدوءاً وأقل صخبا فالناس كانوا أقرب إلى البساطة وأبعد عن الكلفة
أما الآن فإن رمضان - وخصوصاً فى الليل أكثر صخباً وضجيجا بحكم كثرة الملهيات والمغريات
ويمتاز عما كان عليه فى الماضى بميزات كثيرة منها إقبال الناس على صلاة التراويح والقيام فتجد أن المساجد تكتظ بالمصلين على اختلاف طبقاتهم رجالاً ونساء شبابا وكذلك يلاحظ كثرة المعتمرين والمصلين فى المسجد الحرام والمسجد النبوى وشتى بقاع العالم الإسلامي
على حين كانت المساجد قبل ثلاثين سنة خاوية لا يصلى فيها التراويح إلاّ عدد قليل من كبار السن
وكذلك نجد العناية بصيام الصغار فى هذه الأزمنة أكثر من ذى قبل
ومن المظاهر الطيبة التى زاد انتشارها والعناية بها افطار الصائمين والعناية بالعمال والفقراء
وللقائمين على تلك الأعمال طرق شتى فى ذلك كالإفطار فى المساجد والطرق العامة وفى كثير من بيوت المحسنين
ومن المظاهر الطيبة ايضا كثرة الكلمات والمواعظ التى تلقى فى المساجد وعبر وسائل الإعلام مما يفيد عامة المسلمين ويشرح لهم أحكام الصيام وآدابه
فهذه بعض الأمور التى يتميز بها رمضان فى الزمن الحاضر
حفظ الله مصرنا الغالية واعاده عليها وعلى شعبها الكريم بالخير واليمن والبركات